IMLebanon

افرام: على لبنان أن يكون مهيئاً للعب دور أوسع

للسنة الثانية على التوالي، تنظم وزارة الخارجية الاميركية مؤتمر (ministerial for religious freedom and belief) وهو لقاء على مستوى وزاري للحريات الدينية في العالم. ينقسم الى شقين: الشق الاساسي هو لقاء مع أشخاص وجمعيات ومؤسسات تُعنى بالحوار والثقافة والاضطهاد الديني، إما جماعات اضُطهِدت أو تعاني من مشاكل دينية، او جمعيات ومؤسسات تعمل في ملف حقوق الانسان والمساواة والثقافات وحوار الاديان، والثاني هو اجتماع وزير الخارجية الاميركي مع وزراء خارجية عدد من البلدان، وشارك فيه وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل.

رئيس ​الرابطة السريانية​ حبيب أفرام، الذي شارك في المؤتمر، أكد لـ”المركزية” “أن ميزة المؤتمر انه يفتح العقل والعين والقلب على مآسٍ كبيرة على مستوى الكرة الارضية. نحن بنظرتنا ضيقة في لبنان والشرق، نظنّ اننا قلب العالم وان كل القضايا هي فقط هنا في الشرق، بينما النظرة في واشنطن هي أوسع افقاً. فقد استمعنا الى شهادة الشيخ الذي تعرض للهجوم في نيوزيلندا والاضطهاد الذي يتعرض له المسلمون هناك… إضافة الى شهادات من الميانمار والإيغور والصين وتركيا وايران والهند وباكستان، واخبار من كل العالم، كيف تعاني بعض المجموعات من الاضطهادات المتنوعة القومية او الإثنية او الدينية او المذهبية، إما مباشرة من الحكومات وإما من العقل الضيق للمحيط”.

ورأى افرام “أن المؤتمر عبارة عن منصة كبيرة ومهمة وتجربة رائدة، إنما يبقى التركيز والهاجس الدائم من استخدام هذا الملف لغايات سياسية او ان يكون أداة في السياسات الخارجية للدول”، لافتاً إلى “أن ما يهمنا في لبنان والشرق، هو أن نطرح لبنان كنموذج فريد في التعايش والمشاركة في صناعة القرار، رغم مشاكلنا والحروب التي عانينا منها، ورغم وجودنا في خط نار خطر جداً في المنطقة”، مشددا على أن أهم ما تم طرحه في المؤتمر هو “ان لا حل حقيقياً في الشرق الا من خلال احترام التنوع لكل القوميات والاتنيات والطوائف والمذاهب على قاعدة مساواة ومواطنة كاملة، بعيداً من التنافس الداخلي والصراع على السلطة والمكاسب”.

وأضاف: “ربما يكون للبنان دور أعمق في ملفات كهذه في العالم، رغم ان صورتنا، للأسف الشديد، غير ناصعة في العالم. حتى عندما نتكلم بأننا نموذج حياة مشتركة، وبأننا مسلمون ومسيحيون نتقاسم السلطة مناصفة ونحترم الاديان والحريات”، لافتاً إلى “أننا بحاجة الى تلميع صورتنا اكثر في العالم وأن نتكلم اكثر ونُظهِر هذا الوجه للبنان”. وأضاف: “بالطبع كان المؤتمر مناسبة للقاءات مع قيادات كثيرة ومتنوعة من كل العالم، ركزنا على دور لبنان وعلى دور المسيحيين في الشرق، على هذه الإبادة التي حصلت للمسيحيين خاصة في العراق وسوريا، والنزيف اليومي في الهجرة وعدم الايمان بالمستقبل”.

وعن كيفية الدعم العملي لهذه الشعوب، قال افرام: “طُرِحت فكرة اميركية للبحث، هي أن تكون هناك هيئة عالمية لمتابعة هذه القضايا، لا اعرف كيف ستتطور وتُدرَس، لكن على لبنان ان يكون مهيئا اكثر رسمياً ومدنياً من خلال مؤسسات المجتمع المدني للعب دور في هذا الملف”.

هل من الممكن أن تساعد “اكاديمية الانسان للتلاقي والحوار” التي اقترحها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والتي سيصبح لها إطار منظم خلال الجمعية العمومية للامم المتحدة التي ستعقد في 17 ايلول المقبل أجاب: “بالطبع تساعد كثيرا، لكن لا النار تكوي الا مكانها، على لبنان ان يكون منبراً ساطعاً وتلعب كل القيادات السياسية والدينية والاعلامية والفكرية دوراً في مناصرة كل قضايا الحق في كل مكان وزمان ولكل الشعوب، تماماً كما كانت مساهمة شارل مالك الذي شارك في صياغة وإعداد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في العام 1948. وان تكون لدى لبنان الجرأة، في الوقوف إلى جانب المضطهدين في العالم، وان نتجرأ إعلاماً وفكراً وشعباً ومؤسسات ودولة ونتغلّب على المصالح الآنية ومسايرة هذا النظام وذاك القائد ونُطلق دائماً صرخة حق في وجه كل باطل”.