IMLebanon

لبنان ينفي مزاعم إسرائيلية عن تهريب أسلحة «حزب الله» عبر مرفأ بيروت

كتب يوسف دياب في صحيفة الشرق الأوسط:

نفت السلطات اللبنانية مزاعم إسرائيلية حول تهريب إيران أسلحة لـ«حزب الله» عن طريق مرفأ بيروت، حيث سارعت سفيرة لبنان لدى الأمم المتحدة للردّ على المندوب الإسرائيلي، معتبرة أن «هذه الاتهامات بمثابة تهديدات مباشرة للسلام والبنية التحتية المدنية في لبنان».
وفيما لم يصدر أي موقف رسمي من بيروت حيال هذه الاتهامات، نفى مصدر أمني لبناني المزاعم الإسرائيلية، وأكد لـ«الشرق الأوسط»، أن «القطع البحرية التابعة لقوات الأمم المتحدة (يونيفيل)، الموجودة في المياه اللبنانية، لديها كامل الصلاحية لتفتيش البواخر المتجهة إلى الموانئ اللبنانية، وفق مهمتها المحددة في القرار1701».
وطالب مندوب إسرائيل في الأمم المتحدة داني دانون، مجلس الأمن بـ«التحرك فوراً من أجل إيقاف طهران ودمشق، ومحاسبتهما على خرق مواثيق الأمم المتحدة». وقال: «لاحظنا وجود نشاط لإيران منذ العام الماضي من أجل تهريب الأسلحة التي ستساعد (حزب الله) في تطوير أنظمة الصواريخ». وأضاف دانون: «لقد نقلت إيران المعدات ذات الاستخدام المزدوج إلى (حزب الله) عبر ميناء بيروت، مما ساعد على تعزيز تسليح (حزب الله) ضد إسرائيل، لقد أصبح ميناء بيروت البحري منفذاً لـ(حزب الله)».
وردت سفيرة لبنان لدى الأمم المتحدة آمال مدللي، على المندوب الإسرائيلي، وقالت في كلمة أمام مجلس الأمن: «أود أن أتناول الاتهامات التي توجه بها السفير الإسرائيلي ضد لبنان، مع الأخذ بعين الاعتبار تاريخ إسرائيل الحافل بشن الغزوات ضد لبنان». وأشارت إلى أن اللبنانيين «يعتبرون هذه الاتهامات تهديدات مباشرة للسلام والبنية التحتية المدنية». وأضافت: «إذا كان السفير الإسرائيلي يستخدم هذه البيانات لصرف الانتباه عن الوضع البائس الذي خلقته إسرائيل باحتلال فلسطين، فهذا ليس بالأمر الجديد، ولكن إذا كان يستخدم هذه الاتهامات لحض المجتمع الدولي على شن هجوم على ميناء لبنان ومطاره المدني وبنيته التحتية كما فعلت إسرائيل في عام 2006 فلا ينبغي لهذا المجلس أن يبقى صامتاً ويجب أن يتحمل مسؤوليته من خلال منع إسرائيل من شن هجوم آخر على لبنان».
ولم يصدر أي موقف عن وزارتي الخارجية والدفاع اللبنانيتين، إلا أن مصدراً أمنياً لبنانياً أكد لـ«الشرق الأوسط»، أن «المزاعم الإسرائيلية عارية عن الصحة». وذكّر بأن «السفن الحربية التابعة لقوات (يونيفيل) في المياه اللبنانية، لديها كامل الصلاحية بموجب قرار مجلس الأمن الدولي 1701 بتفتيش كل البواخر المتجهة إلى الموانئ البحرية في لبنان، وإذا ساورها الشكّ بأي شيء تعمل على مصادرته بالتعاون مع الجيش اللبناني»، معتبراً أن «مرفأ بيروت كما مطار رفيق الحريري الدولي مضبوطان 100%». ورأى المصدر الأمني أن «هذه المزاعم مشابهة لتلك التي تتحدث عن وصول طائرات إيرانية إلى مطار رفيق الحريري الدولي تفرغ حمولتها من السلاح القادم إلى (حزب الله)، وهو ما يتنافى مع الواقع».
كانت مصادر الجمارك اللبنانية قد نفت الاتهامات الإسرائيلية بإدخال أسلحة إلى لبنان عبر مرفأ بيروت والمطار والمصنع، وأوضحت أن «كل الشاحنات التي تدخل عبر المرافق الشرعية تخضع للتفتيش من الأجهزة المختصة، وفي مقدمها استخبارات الجيش والقوة البحرية التابعة لـ(يونيفيل) بإمكانها تفتيش أي سفينة مشكوك بأمرها تدخل المياه الإقليمية اللبنانية».
وربط الباحث الخبير العسكري والاستراتيجي العميد المتقاعد خالد حمادة بين هذه المزاعم والتهديدات، والقصف الإسرائيلي لمراكز عسكرية تابعة لإيران و«حزب الله» في منطقة درعا السورية، وللقول إن إسرائيل قادرة على أن تضيّق على أذرع إيران، من لبنان إلى سوريا والعراق وكلّ المنطقة. وقال حمادة لـ«الشرق الأوسط»: «ليست المرّة الأولى التي تقول فيها إسرائيل إن المعابر اللبنانية مستباحة من قبل (حزب الله)، وهي كذلك، بدليل ما قاله وزير الدفاع اللبناني (إلياس أبو صعب)، بأن هناك 136 معبراً غير شرعي، وهناك معابر شرعية لا يمكن ضبطها بالكامل».