IMLebanon

حل الأزمة اليمنية على نار حامية؟

من المعارك بين من يفترض ان يكونوا في الخندق نفسه في عدن، من جهة، الى الصراع بين القوات الحكومية والحوثيين، من جهة ثانية، يبدو اليمن امام أزمة مفتوحة حلُّها بعيد، ليس في متناول اليد بعد.

فقد قالت الحكومة اليمنية المدعومة الثلاء إنها لن تجري محادثات مع الانفصاليين الجنوبيين ما لم يعيدوا لها السيطرة على مدينة عدن الساحلية، وذلك بعد وصول رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن إلى السعودية لبحث المواجهة بين الطرفين الحليفين نظريا، علما ان المملكة، التي تقود تحالفا عسكريا يشمل الانفصاليين، كانت دعت إلى عقد قمة بعد سيطرة الانفصاليين على عدن، المقر الموقت للحكومة، في العاشر من آب الجاري، في خطوة أحدثت شقاقا في التحالف. وجاء في بيان لوزارة الخارجية اليمنية: “لن نشارك في أي حوار مع الانتقالي إلا بعد الانسحاب من المواقع التي تم الاستيلاء عليها، بالإضافة إلى تسليم السلاح وعودة القوات الحكومية وإيقاف كافة الانتهاكات”. والتصلّب نفسه ابداه المجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالي الذي رفض دعوات سابقة مماثلة، ووسّع يوم الثلثاء نطاق سيطرته في الجنوب بانتزاع معسكرات تابعة للحكومة في أبين القريبة.

هذا في عدن. أما في الحديدة وصنعاء، فقد بدأ المبعوث الدولي الخاص إلى اليمن مارتن غريفيث زيارة إلى صنعاء، عنوانها “تجاوز الخلافات بين الشرعية والحوثيين، بشأن إعادة الانتشار في موانئ ومدينة الحديدة وإعادة تشغيل مطار صنعاء”. غريفيث، الآتي من الرياض، سيلتقي خلال وجوده في صنعاء قيادة الحوثيين، عارضا مجددا لسلسلة مقترحات طرحها سابقا على طرفي النزاع تتعلق بإدارة ثلاثية لمدينة وموانئ الحديدة تضم ممثلين عن الطرفين والأمم المتحدة.

بحسب ما تقول مصادر ديبلوماسية لـ”المركزية”، فإن المبعوث الدولي، الذي ينتظر أجوبة قبل 25 آب الجاري، يبدو متفائلا في تحقيق تقدم في هذا الشأن معوّلا على جملة عوامل ايجابية ستحيي اتفاق ستوكهولم، وهو يتوقّع ان يصار الى اعادة اطلاق مفاوضات السلام في وقت قريب.

وإذ تشير الى ان هذا “الخرق” ممكن، تلفت المصادر الى ان الخلاف في عدن ايضا يبدو في طريقه الى الاحتواء، وتطويقُه مسألة ايام لا أكثر، خاصة في ظل التفاهم القائم بين السعودية والامارات. وتكشف المصادر عن صيغ عدة قيد التداول، منها انفصال الجنوب عن الشمال او قيام كونفدرالية بين الشمال والجنوب مع اقليم مستقل للحوثيين.

وتشلفت المصادر الى معلومات متداولة في عدد من العواصم الغربية والعربية تفيد بأن ملف اليمن ككل وضع على نار قوية وربما ابصر النور اتفاق حل تعمل جهات خارجية عليه، على ان يتم اعتماده قبل نهاية العام. وتوضح ان الدول الخليجية تضغط باتجاه التوصل الى حل، من خلال تواصل بين بعض مسؤولي دول الخليج من جهة وايران (الداعم الاول للحوثيين) من جهة أخرى، حيث قد تلعب الكويت مع عُمان دور الوسيط في الازمة.

وتعتبر المصادر ألّا مفر من ان تبادر ايران الى خطوات تظهر من خلالها حسن النية، اذا كانت صادقة في ما تردده من مواقف تمدّ فيها اليد لحوار مع السعودية والدول الخليجية.