IMLebanon

بطيش في ذكرى تأسيس جامعة سيدة اللويزة: لبنان يحتاج إلى جهودنا جميعًا

برعاية فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ممثلا بمعالي وزير الإقتصاد والتجارة منصور بطيش، إحتفلت جامعة سيدة اللويزة بذكرى تأسيسها بعنوان “الرئاسة الجامعة” على مسرح بشارة الراعي في حرم الجامعة زوق مصبح.

بعدما كانت قد أطلقت جامعة سيدة اللويزة مبادرة متعلقة بحملة التوعية حول مخاطر الإدمان على الإنترنت والتكنولوجيا وذلك خلال إحتفالية “الرئاسة الجامعة” 2018 إنطلاقاً من رسالتها المرتكزة على تنشئة مواطنة مستنيرة، أن تخدم من خلالها الوطن، والمجتمع، سوف تطلق مبادرة جديدة لهذا العام 2019 تحت عنوان “الدمج” INCLUSION”  .

إن هذه المبادرة تهدف إلى إتاحة المجال للفرد أن يستفيد من جميع الخدمات، وأن يكون قادرًا على المشاركة وعيش نفس الخبرة. إعتماد الدمج يعني الاعتراف بعدم المساواة على نطاق واسع في العالم، واتخاذ خطوات لمعالجته. إنطلاقا من رسالتها، تلتزم جامعة سيدة اللويزة تعزيز بيئة شاملة.

تعمل جامعة سيدة اللويزة على أن يحصل جميع طلابها على فرص متكافئة بغض النظر عن خلفيتهم، لتلبية ذوي الإحتياجات الخاصة، مع وجود خطة مصمّمة لكل طالب وفقًا لاحتياجاته، ويوفر خدمات استشارية سرية لجميع من يطلبها.

حضر دولة رئيس مجلس النواب نبيه بري ممثلاً بسعادة النائب مصطفى الحسيني، دولة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري ممثلاً بسعادة النائب ديما جمالي، فخامة رئيس الجمهورية الأسبق الشيخ أمين الجميل، غبطة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الكليّ الطوبى ممثلاً بالنائب البطريركي صاحب السيادة المطران حنا علوان، قائد الجيش جوزف عون، بالإضافة إلى شخصيات عسكرية، وزراء، نواب، ممثلي الطوائف، مدراء عامين، نقابيين، جمعيات أهلية ومنظمات غير حكومية، ومدراء مدارس.

إستهلّ اللقاء بصلاة إفتتاح مع قدس الأباتي مارون الشدياق الرئيس العام للرهبانية المارونية المريمية، ثم كلمة الترحيب مع مدير مكتب الشؤون العامة والبروتوكول ماجد بو هدير.

أما رئيس الجامعة الأب بيار نجم فتحدّث عن أهمية الدمج في لبنان، في التعليم العالي، وكيفية تطبيقه في الجامعة إنطلاقاً من رسالتها الأكاديميّة وإيماناً منها بواجبها المجتمعيّ (…)، تخوض اليوم مغامرة الدمج التربويّ. هذه المبادرة نطلقها ونمدّ اليد الى جميع القوى الفاعلة في وطننا، من مؤسّسات عامّة وقطاع خاصّ، لا سيّما قطاعَي التربية والتعليم العالي. وبأمانة لتعليم الكنيسة الكاثوليكيّة الاجتماعيّ، ندعو مكوّنات المجتمع لنطلق معاً ورشة عمل على نطاق الوطن، فنفكّر معاً وندرس السبل الفضلى لتطبيق فلسفة الدمج الأكاديميّ للأشخاص ذوي الإحتياجات الخاصّة، القادرين، إذا ما عدّلنا وسائلنا، أن ينخرطوا في البرامج التعليميّة وينجحوا بها.

ولإتمام هذا، لا بدّ من وضع استراتيجيّة متكاملة تنطلق من تأهيل الأرضيّة اللازمة، عبر تدريب الجسم التعليميّ في المدارس والجامعات، وتوعية الأهل ومرافقتهم، وخلق الإطار الحيويّ المناسب وتأهيل البنى التحتيّة في مؤسّساتنا التربويّة.

تابع الأب نجم:” لا بدّ من تغيير المنطق والعودة الى رسالة التعليم الأساسيّة، وإلى احترام حقّ كلّ انسان بالعمل والوصول إلى المعرفة. لا بدّ لمؤسّساتنا أن تكون جامعة للإختلاف، خادمة للاحتياجات، تشخصن برامجها ليتلاءم وحاجات الطلاب على اختلافهم، لنساعد طلاّبنا ليظهّروا أفضل ما عندهم ولكيما يبرزوا طاقاتهم، فيحلّقوا، رغم عدم كمال اجنحتهم، الى رحاب مستقبل يحلمون به”.

أضاف نجم:” تخطو جامعة سيّدة اللويزة هذه الخطوة لتسير على درب الدمج الأكاديميّ، ولكي تكوّن، مع شركائها في هذه القضيّة فريق عمل يضمّ كلّ فئات المجتمع، لنبدأ حواراً جدّياً على صعيد الوطن، ونسهم في دفع هذه القضيّة إلى الأمام. وفي هذا الإطار، سوف تستمر جامعتنا في تعزيز واقع الدمج الذي بدأته منذ تأسيسها، وانطلاقاً من أمانتها لهوّيتها الكاثوليكيّة، في أن تكون واحة لقاء للبشر بتنوّع انتماءاتهم، دون أي تميّيز، كما سوف نستكمل كلّ الجهود لتمكين المرأة وتعزيز وجودها في المواقع الإداريّة والأكاديميّة، وفي الجسم الطالبيّ”.

كما عرض بالأرقام إلى التطور التي وصلت إليه الجامعة عبر السنين الأخيرة، “تظهر أن جامعة سيّدة اللويزة هي مؤسّسة تقوم على افساح الفرص المتكافئة للجنسين، دون تميّيز أو تهميش، إذ شكلّت نسبة النساء في الجسمين الإداريّ والتعليميّ معاً نسبة ٥٠ بالمئة، وتجاوز عدد طالباتنا اللواتي تكملن الدراسات العليا نسبة 64 بالمئة من مجمل عدد الطلاّب. وإن كانت خرّيجاتنا تشكلن نسبة ٤٤ بالمئة من مجمل عدد الخرّيجين حتى الآن، الاّ أن نسبة حاملات الشهادات العليا بينهنّ تفوق ال ٥٤ بالمئة من مجمل عدد الخرّيجين، وتفتخر جامعتنا أيضاً بأن تحتضن في حرمها طلاّباً من ٧٦ جنسيّة مختلفة، للتحوّل الى واحة لقاء بين الحضارات والثقافات، تغتني كلّ منها بكنوز الأخرى، ويتحوّل حرمنا الى المجتمع الّذي نبتغيه: واحة لقاء وحوار، لا خصام ونزاع وحروب”.

وقال نجم:” لقد كانت جامعتنا رائدة وسبّاقة في الإحاطة بالطلاّب ذوي الاحتياجات الخاصّة ودعمهم ومرافقتهم في مسيرتهم الأكاديميّة نحو التخرّج، والعديد من قصص نجاح خرّيجينا المميّزين بحاجاتهم الخاصّة وبتميّزهم العلميّ تشهد على ذلك (…) اخترنا أن تكون هذه المرافقة التي اعتاد عليها طلاّبنا مبنيّة على أصول علميّة وتقنيّة معاصرة، لمساعدة طلاّبنا الذين يواجهون صعوبات أكاديمية، على تخطّيها وتيسير تعليمهم وتخرُّجهم من الجامعة بنجاح، بدون أي مساومة على جودة التعليم”.

أضاف الأب نجم:” من هذا المنطلق تأسّس العام الماضي قسم الإرشاد الأكاديميّ بإشراف مكتب شؤون الطلاّب، مهمّته مرافقة الطلاب الّذين يعانون من صعوبات في التقدّم، ليتمكّنوا من تخطّيها بنجاح، وسوف نفتتح هذا العام قسماً آخر يهتّم بمرافقة الطلاب ذوي الإحتياجات الخاصّة، لا سيّما الصعوبات التعليميّة، بالشراكة مع مركز سكيلد  Smart Kids with Individual Learning Differences.

أمّا من ناحية كليّاتنا، فسوف ندخل إلى برامجنا، لا سيّما في كلّيتي الإنسانيّات (قسم علم النفس وقسم التربية)، كما الى كلّية التغذية والتمريض، مواداً تتعلّق بالتربية المتخصّصة وبالعناية بالأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصّة. وسوف يتاح لطلّابنا في هاتين الكليّتين التدرّب مع خبراء مركز سكيلد إبّان فترة دراستهم، ليطِّلعوا على منهجيات وأسس التقويم وعلاجات النطق وغيرها، فيكتسبوا العمليّ الى جانب المبادئ العلمية النظرية، مما يُكسبهم خبرات فعَّالة تزيد من تُميِّزهم، وتساعدهم في الانطلاق بنجاح في مجالات العمل المستقبليّة بعد التخرّج.

وعبر هذه الشراكة أيضاً، سوف تعمل الجامعة أيضاً عبر مكاتب الشؤون الأكاديميّة، مجلس العمداء، ومكاتب شؤون الطلاّب، الموارد البشرية، التواصل، التسويق وتكنولوجيا المعلومات، لتدريب الجسمين التعليميّ والإداريّ على الممارسات الفضلى لمرافقة طلاّبنا ذوي الاحتياجات الخاصّة، لنقدّم لهم الخدمة الأفضل”.

ختم نجم:” ولأنّ جامعة سيّدة اللويزة تؤمن بضرورة الشراكة بين جميع مكّونات المجتمع للوصول الى الغاية المرجوّة، نمدّ اليد اليوم الى جميع قطاعات المجتمع اللبنانيّ من أجل خلق فريق عمل جامع، لنفكّر معاً ونعمل سويّاً، في سبيل خلق ثقافة دامجة عبر إقامة الندوات والمؤتمرات، ونشر الأبحاث، والتدريب والتوعية، وتفعيل القوانين الموجودة وتحديثها، واقتراح مشاريع قوانين جديدة حيث نقصت، فيتحوّل مجتمعنا الى واحة حاضنة للجميع، يجد فيها كلّ واحد مكانه، على اختلاف تحدّياته واحتياجاته، ليكون مواطناً فرحاً، منتجاً، ويصبح مجتمعنا أكثر عدالة وإنصافاً”.

أما معالي وزير الإقتصاد والتجارة منصور بطيش الذي ألقى كلمة فخامة الرئيس فقال:” نحن الذين نتغنى، عن حق، بأننا كنا شركاء في إطلاق شرعة حقوق الإنسان، لا يمكننا أن نقبل اليوم، تحت أي ذريعة، أن نبتعد عن رسالة لبنا ن ودوره في احترام حقوق الإنسان، خصوصا الأكثر ضعفا أو تهميشا”.

أضاف بطيش:” نقول جهارا :”لا للتمييز من أي نوع كان، ونعم لتعددنا واختلافنا وتمايزنا وتميزنا؛ نعم للمساوا ة بين الجنسين؛ نعم لإعطاء الفرص المتساوية لذوي الإحتياجات الخاصة؛ نعم لضمان الحق بالتعلم والعمل والتطور لكل الناس؛ نعم للتنمية الشاملة والمستدامة، وبوابتها اقتصاد منتج ومؤنسن، نعمل للإنماء الموزون والمتوازن”.

تابع:” فكيف يمكن مثلا الحديث عن استنهاض الاقتصاد حين يتم الإنتقاص من حقو ق النساء أو ذوي الإحتياجات الخاصة، عن الشراكة الكاملة في الدورة الاقتصادية؟

يحتاج لبنان إلى جهودنا جميعا وإلى الإلتفاف حول أهداف وطنية مشتركة، سياسية واقتصادية واجتماعية ؛ والدمج هو في طليعة الأهداف الإجتماعية، لأنه بوابة الشراكة ومفتاح الإغتناء من كل فرد في المجتمع، هذا المجتمع الذي يواجه في كل يوم تحديات جديدة تحتاج إلى تضافر جهود أبنائه ووعيهم.

وإنكم اليوم، من خلال إعلانكم عن الهيئة الوطنية للتوعية حول مخاطر الإدمان على الإنترنت

والتكنولوجيا، تضيئون على واحدة من هذه التحديات”.

بعدها قدّم رئيس الجامعة الأب بيار نجم، والرئيس الأعلى الأباتي مارون الشدياق، ونائب الرئيس للشؤون الأكاديمية هدية تذكارية للوزير بطيش، وهي منحوتة لإيكاروس وتفسيرها أن الجامعة ستساعد طلابها ذوي الإحتياجات الخاصة للتحليق كإيكاروس بأجنحة نقيّة، أجنحة المعرفة، والحكمة والتواضع حيث الصعود إلى العمق، مميّزين حدودهم لكيما لا يحترقوا بكبريائهم، مرتكزين على أرض المتانة من حجر البركان التي سوف تشكّل لهم جسر عبور نحو تحقيق أحلامهم، إضافة إلى هدايا رمزية إلى طلاب الجامعة ذوي الإحتياجات الخاصة لإرادتهم الصلبة.

تخلّل اللقاء فيلمان وثائقيان الأول عن الحملة الوطنية للتوعية على الإنترنت والتكنولوجيا والثاني عن الدمج في جامعة سيدة اللويزة، ووقفة فنية مع جوقة جامعة سيدة اللويزة التي أنشدت أغنية أُنتجت خصيصا للمناسبة.