ربما لم يعد كافيًا التغني بالحريات في لبنان، خصوصًا الحرية الصحافية التي ميّزته، عن محيطه لفترة طويلة، فما يثار عن تضييق يواجَه به ناشطون وصحافيون ومؤسسات اعلامية اصبح حقيقة ملموسة تتجلى باستدعاءات قضائية مختلفة وغير متباعدة زمنيًا يؤشر الى أن الواقع بات بحاجة لجرس إنذار قبل ان نفقد هذه الميزة.
آخر هذه الاستدعاءات تمثل في طلب وزارة العدل من المباحث الجنائية المركزية استدعاء رئيس تحرير صحيفة “نداء الوطن” بشارة شربل والمدير المسؤول عن الصحيفة جورج برباري للحضور الى جلسة تعقد في قصر عدل بيروت، وذلك غداة نشر الصحيفة الخميس افتتاحيتها تحت عنوان:” سفراء جدد في بعبدا…أهلا بكم في جمهورية خامنئي”.
وبغض النظر عن الموقف مما نشرته الصحيفة، تأييدًا أو رفضًا، فإنه من الضروري التضامن مع منطق الحرية الصحافية المسؤولة طبعًا والتي تبتعد عن التجريح الشخصي ومنطق الإهانات. فالتضامن مع الحرية يعني التضامن مع حرية كل شخص منا، في الصحافة او غيرها، بالتعبير عن رأيه السياسي والاعلامي من دون ان يكون سيف القضاء مسلطًا فوق رؤوس الصحافيين تحت حجج عدة.
اتركوا الصحافة تمارس دورَها كاملًا، ففي ذلك مصلحة للجميع، ولتبقَ الحرية الصحافية منبرًا مسؤولًا يطرح كافة القضايا ويشكل تعددية في الآراء كي لا نتحول رويدًا رويدًا الى إعلام الرأي الواحد.
يورغو البيطار