IMLebanon

احتمالات اجتماع ترامب-روحاني في نيويورك تتراجع الى حدودها الدنيا

يبدو ان احتمالات انعقاد لقاء بين الرئيس الاميركي دونالد ترامب ونظيره الايراني حسن روحاني، على هامش اعمال الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك، برعاية فرنسا التي ينشط رئيسها ايمانويل ماكرون منذ اسابيع على خط التهدئة بين الدولتين، تراجعت الى حدودها الدنيا في الساعات الماضية، متأثّرة بشظايا عملية استهداف منشآت أرامكو في السعودية، والتي ترى واشنطن انها انطلقت من الجمهورية الاسلامية.

ففي وقت قال ماكرون “ينبغي توخي الحذر عند إلقاء اللوم في الهجوم على منشأتي النفط”، أعلن وزير الخارجيّة الفرنسي جان-إيف لودريان اليوم انّ اللقاء المنتظر بين ترامب وروحاني ليس “القضيّة رقم 1” هذا الأسبوع في نيويورك، ملمّحاً إلى أنّ من غير المرجّح عقد هذا الاجتماع. وقال في مؤتمر صحافي عشيّة انعقاد الجمعيّة العامّة للأمم المتحدة إنّ الهجمات التي استهدفت منشأتَي نفط سعوديّتين “تجعل التوتّرات في الخليج أكثر خطورةً (…) هذا السياق يجعل اليوم مساحة المناقشات محدودة أكثر”. وأضاف “أعتقد أنّ اللقاءات بين الرئيس ترامب والرئيس روحاني ليست القضيّة رقم 1. القضيّة رقم 1 هي: هل يُمكننا استئناف مسار التهدئة مع مختلف الجهات الفاعلة”؟ وقال إنّ حدود “المحادثات تقلّصت، والمساحة تقلّصت نظراً إلى أنّ إيران نفّذت مجموعةً ثالثة من التدابير في خرق للاتّفاق النووي مع إيران الموقّع عام 2015، ومن ثمّ هناك استحقاق 6 تشرين الثاني” المتعلّق بتهديد طهران بمزيدٍ من خفض التزاماتها بالاتّفاق. وبحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”، فإن تراجع الوساطة الفرنسية من هدف “جمع الرئيسين” الى هدف “اعادة تثبيت التهدئة في الشرق الاوسط”، كان سببه، الى عمليات آرامكو، فرضُ واشنطن منذ ايام، عقوبات اضافية قاسية على ايران، طاولت مصرفها المركزي، قبل ان يعلن سيد البيت الابيض أمس أن ليست لديه “أيّ نيّة” للقاء نظيره الإيراني في الأمم المتحدة. وقال “لا يُمكن استبعاد أيّ شيء تماماً، ولكن ليست لدي النية للقاء إيران”. من جانبه، رأى روحاني اليوم أن العقوبات الأميركية الجديدة، التي استهدفت البنك المركزي الإيراني للمرة الثانية، تشير إلى “يأس” الولايات المتحدة في وجه المقاومة الإيرانية. واعتبر أن الوضع أصبح “متفاقما” في المنطقة، وألقى باللوم في ذلك على واشنطن.

وسط هذه الاجواء المحتقنة، تقول المصادر ان واشنطن ستسعى للاستفادة من التظاهرة الدولية في نيويورك للبحث في كيفية تضييق الخناق أكثر على ايران. في السياق، أعلن وزير الخارجيّة الأميركي مايك بومبيو أنّ الولايات المتحدة ستسعى خلال أعمال الجمعيّة العامّة للأمم المتّحدة إلى الحصول على مساندة دوليّة في مواجهة إيران. وقال عبر قناة “ايه بي سي”، إنّ “ترامب وأنا شخصيّاً نريد منح الدبلوماسيّة كلّ فرص النجاح”. وتابع “نأمل أن تتبنّى الأمم المتحدة موقفاً حازماً”. وأشار إلى أنّ المنظّمة الدوليّة “أنشئت تماماً لهذا النوع من الأمور – حين تُهاجم دولة أخرى – ونأمل أن تتحرّك على هذا الصعيد” مؤكداً أنّ ما تعرّضت له السعودية كان “هجوماً إيرانيّاً نُفّذ بصواريخ كروز”. ويتطرّق بومبيو إلى موضوع إيران خصوصا، الثلثاء خلال اجتماع مع نظرائه الخليجيّين ومن ثمّ خلال خطاب الأربعاء أمام منظّمة “متّحدون ضدّ إيران نوويّة”. وتعليقاً على إعلان البنتاغون الجمعة إرسال تعزيزات عسكريّة إلى المنطقة، أوضح بومبيو أنّ الهدف يكمن في “إجبار إيران على اتّخاذ قرار التحوّل إلى بلد طبيعي”.

هذه المعطيات تدل الى ان المرحلة المقبلة في المنطقة هي للحفاظ على الستاتيكو القائم، حيث سيتم الابقاء على الوضع على حاله في المنطقة، وسط حرص مشترك، سيما اميركي، على عدم الذهاب الى “حرب”.