IMLebanon

الخارج للبنانيين: لا تخطئوا الحسابات الرئاسية.. “منفصل وبتلبسوا”

عاد “حزب الله” بقوة إلى المشهد السياسي المحلي، وإلى عمق الكباش السياسي الذي عهده اللبنانيون. هذا ما كانت عليه الصورة لدى الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله وهو يمضي أكثر من سبع ساعات في لقاء حليفه التقليدي رئيس التيار “الوطني الحر” جبران باسيل، يليه بعد أيام اجتماع آخر أعاد التذكير بأن “كيف ما برمت هالأحوال”، يبقى الرابط بين نصرالله ورئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية حلفا لا تهزه التفاهمات التي تلته.

في الشكل، كما في التوقيت، يبدو الاجتماعان محل رصد ومتابعة، كيف لا وهما عقدا في وقت يبدو “حزب الله”، اللاعب الداخلي الأقوى للاعتبارات المعروفة، أحوج ما يكون إلى الغطاء الرسمي في مواجهة العقوبات الأميركية على إيران وأذرعها الإقليمية.

غير أن الأهم أن لقاءي نصرالله مع باسيل وفرنجية يشملان مرشحين جديين للاستحقاق الرئاسي المقبل المفترض إجراؤه، مبدئيًا عام 2022، علما أن مرور الزمن كما مرحلة المفاوضات التي أدت إلى ولادة التسوية الرئاسية الشهيرة التي تطفئ شمعتها الثالثة في 31 الجاري، كرسا زعيم بنشعي مرشحًا رئاسيًا طبيعيًا، بعدما كان “نجم التسوية” في مرحلتها الأولى، قبل أن يقرر رئيس الحكومة قلب الطاولة في وجه الجميع ومد العماد ميشال عون بجرعة دعم أمل فيها “الجنرال” طويلا.

في المقابل، تذكر مصادر سياسية مراقبة عبر “المركزية” أن “اتهامات كثيرة لا تنفك تكال لرئيس التيار “الوطني الحر” (صهر رئيس الجمهورية) بإجراء الحسابات الرئاسية المبكرة، سواء في تحالفاته الانتخابية أو في استشراسه في المطالبة بالثلث المعطل حكوميًا، (وهو سلاح استخدم غداة حادثة قبرشمون الشهيرة) . لكن باسيل لا يوفر فرصة وإلا وينفي خلالها هذه المعلومات، رافضا أي استباق لولاية رئيس الجمهورية التي تدخل عامها الرابع بعد أسبوعين.

لكن هذا لا ينفي أن المراقبين يذكرون بأن الانتخابات الرئاسية الأخيرة أثبتت أن لـ”حزب الله يدا ودورا في اختيار رئيس الجمهورية، شأنه في ذلك شأن تيار “المستقبل” و”القوات اللبنانية”، اللذين أيدا الجنرال وعبّدا طريقه للعودة إلى بعبدا. غير أن هذه النظرة المحلية الصرفة لا يتشاركها واللبنانيين مسؤول عربي تنقل أوساط ديلوماسية لـ”المركزية” موقفه من هذا الملف، حيث أنه يذكر أن الانتخابات الرئاسية اللبنانية ليست نتيجة حراك محلي بحت كالذي سجل قبل نحو ثلاث سنوات لإنهاء فراغ استمر أكثر من عامين، والذي يعتد القيمون عليه كونه لعب الدور الأكبر في إنجاز الاستحقاق.

إذا كان المسؤول العربي نفسه لا ينكر أهمية الخيارات التي ركن إليها لاعبو الداخل، فإنه يذكر أن التجربة التاريخية من المفترض أن تكون قد أعطت اللبنانيين الدرس الرئاسي الأهم: “الخارج بيفصّل وإنتو بتلبسوا”، وفي ذلك تجديد لتأكيد المؤكد، ما كانت الانتخابات الرئاسية اللبنانية لتتم يوما من دون مباركة أميركية وفرنسية و… سعودية و.. إيرانية أخيرا. ولا تستبعد معلومات أن تلعب سوريا، على رغم ظروف الثورة التي تعصف بها، دورا لتحفظ لنفسها مكانا في دائرة المؤثرين في الخيارات الرئاسية اللبنانية. صورة مبكرة تدعو المصادر السياسية إلى عدم الغرق في دهاليزها منذ الآن، ذلك أن ثلاث سنوات قبل انتهاء ولاية الرئيس عون كفيلة بقلب الموازين السياسية رأسا على عقب.. على غفلة…