IMLebanon

رهان على مواجهة بين المتظاهرين والجيش تحرق ورقتي جعجع وجوزيف عون!

قبيل الاطلالة التلفزيونية المرتقبة للامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عند الرابعة من بعد ظهر اليوم، والتي سيتطرق فيها الى التطورات المتسارعة على الارض منذ اندلاع الثورة الشعبية ضد السلطة في 17 تشرين الجاري، أي منذ أسبوع بالتمام والكمال، سُجّلت أكثر من محاولة من قِبل “الحزب” لامتصاص نقمة الشارع وتطويق الانتفاضة. فالسيد نصرالله تحدث السبت الماضي مؤكدا تفهمه مطالب المتظاهرين، الا انه أعلن رفضه إسقاط العهد وحذّر من ان استقالة الحكومة قد تقود الى فراغ طويل الامد، اذ سيستحيل تشكيل أخرى في المدى المنظور، في ظل الواقع السياسي القائم. كلام السيد لم يلق آذانا صاغية لدى المتظاهرين الذين نزلوا بأعداد مضاعفة الى الشارع بين السبت والاحد الماضيين، وقد بقوا في الساحات التي نزلوا اليها ولم يغادروها، تماما كما واصلوا قطع الطرقات الاساسية مع اخرى جديدة، معلنين عزمهم على الصمود حتى تحقيق المطالب.

أمام هذا الواقع، تحرّك مناصرون لحزب الله على الارض، فحاولوا اقتحام ساحة رياض الصلح مساء الاحد الفائت، حاملين رايات الحزب وحركة أمل، الا ان الجيش تصدّى لهم، فعادوا أدراجهم. المشهد ذاته تكرر امس لكن بصورة أوسع. فقد وصلت مجموعة من مؤيدي حزب الله الى رياض الصلح من جديد واصطدمت مع الموجودين في الساحة فكان تلاسن وتضارب، وقد ردد هؤلاء “كلن يعني كلن بس “السيّد” أشرف منن”، قبل ان يتلوا مساء قسم الولاء للسيد علي خامنئي، مرشد الثورة الاسلامية في ايران، من بيروت…

شريط الاحداث هذا، يدل، وفق ما تقول مصادر سياسية مراقبة لـ”المركزية”، الى ان الضاحية تضغط بكل الوسائل المتاحة لاحباط الثورة. ولهذه الغاية، لجأت الى سلاح من نوع آخر أيضا، عنوانه تصوير القوات اللبنانية وكأنها “المحرك الخفي” للانتفاضة، وقد “سارعت الى الانسحاب من الحكومة غداة انفجارها لتركب موجتها، وتقودها، فتخرج منها منتصرة بعد اسقاط عهد خصمها الرئيس ميشال عون”، وهو ما ردده على مدى الايام الماضية اكثر من مسؤول وكادر ومصدر في الحزب. وفيما لا تستبعد ان يلمّح نصرالله الى هذا السيناريو من جديد في خطابه اليوم، علّه يساهم ايضا في إضعاف انخراط الثوار ولا سيما الشيعة منهم في الانتفاضة، تقول المصادر ان التيار الوطني الحر يتبنى ايضا هذه الرواية- وهو يرى ان القوات عصب التحركات، لا سيما في المناطق المسيحية، وهي تؤمّن للثورة الدعم لوجستيا وماديا وبشريا- وقد تباحثت قيادتا ميرنا الشالوحي وحارة حريك منذ ساعات، في كيفية مواجهة ما تقوم به معراب. ..

وفق المصادر، ثمة خطة مشتركة بدأت تتبلور لدى الحليفين للتصدي، تقوم أولا على الرهان على تململ الشعب من قطع الطرق وشل الحركة والاعمال في البلاد، فترفع الصوت ضد القوات التي تعرقل مصالحهم. ثانيا، يرى الطرفان ان في نهاية المطاف، سينزل الجيش الى الطرقات لفتحها، فهي لن تستمر مقفلة الى ما لا نهاية. وعندما تدق هذه الساعة، سيصطدم الجيش بالمتظاهرين بما يذكّر الرأي العام بمواجهة الجيش والقوات اللبنانية مطلع التسعينيات. ويبني “التيار” آمالا كبيرة على هذا التطور. فهو “جوكر” وحجر سيسمح له باصابة عصفورين في الوقت عينه، هما القوات وقائد الجيش العماد جوزيف عون، الذي ستحترق ورقته “رئاسيا” بعد ان يشارك في سيل دماء في الشارع. في المقابل، وفي حين تؤكد قيادة الجيش انها لن تلجأ الى القوة، تسخر مصادر القوات من هذه الروايات كلّها. واذ تشير الى ان لمحازبيها الحق في المشاركة في الانتفاضة، تسأل “هل يصدّق عاقل ان معراب قادرة على تحريك أكثر من مليون مواطن، من كل الطوائف والمذاهب والاعمار، على امتداد الاراضي اللبنانية، من الشمال الى الجنوب مرورا بالبقاع”؟!