IMLebanon

خطاب “السيد”: انسوا التغيير الحكومي واستعدوا للساحات الأخرى

توقفت مراجع سياسية وحكومية امام ما جاء في خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الذي شكل محطة فاصلة في مجريات الأزمة بشقيها الأمني والسياسي ولا سيما على المستوى الحكومي، بحيث شكل رافعة لأصحاب مشروع تأجيل البت بالتركيبة الحكومية الجديدة واللجوء الى اي آلية اخرى يمكن تحقيقها من دون اي شغور حكومي قد ينعكس ارباكا ولو لساعات قليلة وليس لاسابيع او اشهر.

وقالت مصادر سياسية لـ “المركزية” قبل الولوج الى ما أحدثه الخطاب من تحول على المستوى الحكومي وآلية مقاربة اي تغيير محتمل، لا بد من الوقوف امام قراءة تناولت شكل ومضمون الخطاب قبل الحديث عن انعكاساته الحاسمة على بعض التوجهات.

فقد كان واضحا ان الخطاب قدم وجهين متناقضين فصلا بين الجزءين الأول والثاني منه على النحو الاتي:

في الشق الاول، قدم نصرالله تفهمه لمطالب المتظاهرين وتحدث عن تعاطفه وتضامنه معهم متناولا حجم الأزمة الإقتصادية والمعيشية وما بلغته، لدرجة ان من استمع اليه اعتقد لوهلة انه سينهي خطابه ليدعو انصاره للانضمام الى “الحراك الراقي” بعدما نوه بخروج المتظاهرين والمعتصمين عن العباءة المذهبية والطائفية وتوزعهم على مساحة الوطن من الجنوب الى الشمال ومن عمق البقاعين الى بيروت وجبل لبنان. كما لم يفته التنويه بما حققه حراكهم من قوة الضغط والدعم للحكومة للوصول الى ما وصلت اليه من قرارات اقتصادية وادارية ومالية واجتماعية. وبعدما تعهد باسمه الشخصي فقط بتلبية مطالبهم، عاد ليتعهد باسم الحكومة مجتمعة بتنفيذ قرارات جلسة الحكومة الإثنين الماضي فهي للتنفيذ، داعيا اياهم الى مواكبة مراحل تطبيقها.

اما في الشق الثاني، نسي نصرالله كل ما قاله من اطراء للمتظاهرين، واعتبر ان من يغذيهم ويصرف عليهم من مأكل ومشرب ربما هو اسوأ الفاسدين واخطرهم وهم ممن يملكون المال غير النظيف. ودعا الى سحب سجلات عدلية لقادة الحراك ليتأكد من شفافيتهم ونزاهتهم متحديا اياهم الكشف عن هوياتهم الفعلية وذهب بعيدا ليلصق بهم تهمة الرعاية الأميركية والسعودية والخليجية وتجاوز اتهامهم بالعمالة لاسرائيل فقط. ولم يفت نصرالله التهديد ان بامكان الحراك إذا ما بقي قاطعا للطرق ان يؤدي الى فتنة، في حين انه عندما طلب سحب انصاره من ساحات الحراك، انتشروا في كل احياء الضاحية الجنوبية وبيروت، وودعوا ساحة رياض الصلح باشكالات جابهوا فيها المتظاهرين السلميين واعتدوا على القوى الامنية المولجة حمايتهم، قبل ان تستعيد الساحة هدوءها.

وليس بعيدا من شقّي الخطاب، عبّر السيد نصرالله عن فائض القوة بتأكيده انه ” اقوى من يوجد على الساحة اللبنانية” وبدون مكابرة، رفع اصبعه مجددا الإشارة التي تستفز البعض تهديدا او تحديا، داعيا الى الإعتياد عليها ايا كان تفسيرها. ولما اكد وجوب البحث عن ممولي الحراك، عبر مرة أخرى عن عدم الخوف من مصادر تمويله وقال: نحن لم نخفِ يوما من اين تأتي اموالنا فهي معروفة المصدر”، ليؤكد بذلك ان ما يحق له لا يحق لغيره. واضاف: ان المقاومة لا تخشى احدا وهي من تخشى على البلد ما يعكس قناعته بـ”أننا نحن دولة ايضا يحاولون استدراجنا الى الوحول الداخلية التي لن ندخلها”.

في المقابل، انهى الخطاب مسارا كان يعتقد البعض انه سيشكل مخرجا ليخرج المعتصمون من الشوارع، فشدد على ان على الجميع ان ينسى التغيير الحكومي بعد تأكيده بأن العهد لن يسقط . وعلى رغم تخويفه من الفراغ، برر الفراغ الذي احدثه تأجيل انتخاب الرئيس ميشال عون عامين ونصف العام، عندما قال: “لم نكن في فراغ عندما عطلنا البلد سنتين ونصفا قبل انتخاب الرئيس عون كانت هناك حكومة وجيش ومؤسسات تعمل. وان كل ما هناك من فراغ محصور بأن “لم يكن هناك احد في قصر بعبدا”.

على اي حال، تختم المصادر، ان الخطاب اوحى بما لا يرقى اليه شك ان هناك المزيد من المواجهات في الساحة اللبنانية، خصوصا ان ما المح اليه من وجود شارع آخر، ترجمه أنصاره وآخرون من التيار الوطني الحر مباشرة قبل الخطاب وبعده في البترون وجبيل وساحة العدلية والمنصورية والفنار وصور والنبطية وكفررمان ومناطق كثيرة أخرى.