IMLebanon

دوافع لخفض السكّر ولو قليلاً

كتبت سينتيا عواد في “الجمهورية”:

 

يتمّ غالباً التعامل مع المأكولات الحلوة بشكل مبالغ. على سبيل المثال، فإنّ الأميركيين يستهلكون نحو 17 ملعقة صغيرة من السكّر يومياً في المتوسط، علماً أنّ جمعية القلب الأميركية توصي بعدم تخطّي 6 ملاعق صغيرة للنساء و9 للرجال. لكن لمَ الإفراط في السكّر يُعتبر مشكلة كبيرة؟
قالت اختصاصية التغذية، لورن هاريس – بينكس، من نيويورك انّه «وإلى جانب غناها بالسعرات الحرارية، فإنّ الأطعمة المليئة بالسكّر المُضاف تكون عادةً منخفضة بالمغذيات الضرورية لتزويد الجسم بالطاقة السليمة، وعالية بالدهون التي تسدّ الشرايين».

في الواقع، وجدت دراسة صدرت في أيلول في «2019 Journal of the American Medical Association» أنه وبشكل يومي، فإنّ 42 في المئة من الوحدات الحرارية المستهلكة تأتي من الكربوهيدرات السيّئة الجودة مثل الحبوب المكررة، والخضار النشوية، والسكريات المضافة. من خلال تناول هذه المأكولات بدلاً من البدائل الصحّية أكثر كالفاكهة، والخضار، والمكسرات، والحبوب الكاملة، فإنّ الشخص يحصل على كمية عالية كثيراً في مقابل نقص في التغذية. هذا المزيج قد يسبب زيادة الوزن، جنباً إلى مجموعة كبيرة من المشكلات الصحّية.

وفي ما يلي 4 دوافع لخفض جرعة السكّر المُضاف المستهلكة:

شيخوخة الجسم
لرصد سرعة الشيخوخة، لا يكفي فقط تعقّب أوجاع المفاصل والخطوط الدقيقة، إنما أيضاً طول التيلوميرات التي هي عبارة عن علامات خلوية للشيخوخة. التيلوميرات الصحّية هي مفتاح الحفاظ على خلايا صحّية، وهذه الأخيرة تُعادل عافية الجسم بأكمله لشيخوخة ناجحة. الالتهاب والإجهاد التأكسدي الناتجان من الإفراط في السكّر المُضاف يقصّران التيلوميرات في وقت سابق لأوانه، الأمر الذي يرتبط بالشيخوخة المُبكرة، والألزهايمر، وأمراض القلب، والسرطان، ومشكلات صحّية أخرى. لكنّ الخبر الجيّد أنه يمكن الاستمرار في إرضاء الرغبة الشديدة على الحلو. فقد أظهرت دراسة نُشرت في كانون الأول 2018 في «Nutrients» أنّ التيلوميرات الصحّية مرتبطة بالحلويات الطبيعية مثل الفاكهة، والألبان، والعصير الطبيعي 100 في المئة. كذلك بيّنت أنّ النساء اللواتي اتبعن حميات صحّية، تحتوي على أدنى جرعة من السكّر المُضاف، كنّ 3 إلى 4 سنوات أصغر سنّاً بيولوجياً بحسب التيلوميرات لديهنّ.

العبث في المزاج
تأثير الحمية في المزاج، خصوصاً الكآبة، هو مجال متزايد من الدراسة. نظر تحليل شمولي صدر في تموز 2017 في «Psychiatry Research» في 21 دراسة عبر 10 دول، ووجد أنّ النظام الغذائي الغربي، الذي يتضمّن مستويات عالية من السكريات المضافة، مرتبط بارتفاع خطر الكآبة. لكنّ العلماء اكتشفوا أنّ تصحيح الغذاء، مثل زيادة حصص الفاكهة والخضار والحبوب الكاملة والسمك وزيت الزيتون والألبان القليلة الدسم ومضادات الأكسدة، قد خفّض خطر الكآبة. كذلك أظهرت دراسة أخرى نُشرت عام 2015 في «American Journal of Clinical Nutrition» أنّ كثرة استهلاك السكريات المضافة قد رُبطت تحديداً بارتفاع احتمال الإصابة بالكآبة. في حين أنّ تناول مزيد من اللاكتوز، والألياف، والفاكهة الكاملة، والخضار قد رُبط بانخفاض الخطر.

تحفيز الشهيّة
المشكلة في المأكولات التي تحتوي على السكريات المُضافة لا تقتصر فقط في كونها مليئة بالسعرات الحرارية، إنما هي أيضاً خالية من الألياف والبروتينات، فتترك صاحبها يشعر بأنّ معدته فارغة. استهلاك الحلويات المركّزة من دون البروتينات والألياف التي تضمن الرضا قد يسبب ارتفاع السكّر في الدم الذي يُحتمل أن يهبط سريعاً ويسبّب انخفاض مستويات الطاقة وزيادة الجوع. يمكن لهذا الأمر أن يؤدي إلى تقلّبات في المزاج بما أنّ مستويات الطاقة تبلغ ذروتها وتتوقف. أمّا الألياف والبروتينات معاً فتُبطئ الهضم، ما يساعد على التحكم في المستوى الذي يتمّ فيه إفراز الغلوكوز داخل مجرى الدم، ما يقي من ارتفاع مستوى السكّر في الدم وهبوطه بشكل سريع.

تعزيز أمراض القلب
عندما يتعلّق الأمر بصحّة القلب، يتمّ التركيز فقط على الدهون المشبّعة، والمهدرجة… ولكن هل كنتم تعلمون أنّ السكّر قد يلعب أيضاً دوراً في هذا المجال؟ نظرت دراسة نُشرت عام 2014 في Journal of the American Medical» Association» في بيانات National Health and Nutrition» Examination Survey»، وقد وجد الباحثون رابطاً قوياً بين استهلاك السكّر المُضاف (معظمه من المشروبات المحلّاة بالسكّر) وخطر الموت من أمراض القلب.