IMLebanon

بعدما تحرر من قيود السلطة…شارع الحريري يلاقي “الثوار”

الى حراك الشارع المعلّق “طُرقيا” والمستمر “ساحتياً” انضم امس بعض الشارع السني الذي كان حتى الامس القريب، وتحديدا حتى لحظة استقالة الرئيس سعد الحريري، يضع اعتبار استمرار وجود زعيمه على رأس السلطة التنفيذية في حساباته، ما حال دون مشاركته في الثورة، على رغم اقتناعه، لا بل ايمانه بكل مبادئها واهدافها. هذا الشارع تحديدا، كان يشعر بنبض الثورة ويعيش، كما اخوانه المنتفضون في الطرقات الفقر والعوز وسياسة الاذلال، من طرابلس الى سعدنايل ومن برجا الى صيدا مرورا برياض الصلح وغيرها من الساحات التي ضجت على مدى ثلاثة عشر يوما بصيحات المطالبة بالحقوق المشروعة التي لم يعد يحصّل منها المواطن الحد الادنى ويُطالب في المقابل بتسديد كامل الواجبات.

امس الاول تحرر هذا الفريق تعويضا عن الكبت الذي كبّله طوال فترة الثورة، فقرر الانتفاض عليه ولسان حاله “نحن هنا موجودون معاناتنا هي نفسها معاناتكم ولكن…” نزل امس الى الطرقات قطع بعضها وتواجه مع الجيش والقوى الامنية في بعضها الآخر، لاقاه شباب الثورة في سائر الساحات، فأعاد قطع طرق كان افترشها طوال اسبوعين، تحرك عفوياً لملاقاة اخوانه في الوطن ومشاركتهم صرخة الوجع والقهر، مدّ لهم اليدّ التي عانقت يوم الاحد الماضي طرابلس بالناقورة، قبل ان يعيد الجيش فتح جميع الطرقات صباحاً.

في قراءة للّوحة التي ارتسمت امس في الشارع على رغم قرار الثوار بالخروج منه ومنح الحكومة مهلة لانجاز المهام الدستورية الملقاة على عاتقها والتي تلبي طموحات الثوار، قالت مصادر سياسية مطلعة لـ”المركزية” ان ما جرى في الشارع امس لا يمكن اسباغه بالطابع الطائفي على غرار ما فعل البعض محاولا بث “سموم” الطائفية بين اللبنانيين من خلال اظهار ما يحصل في الشارع على انه صراع طوائف تارة مسيحية- سنية، بتصوير المواجهات بين الجيش بقيادته المارونية ومواطنين في مناطق ذات غالبية سنية على هذا النحو، واخرى مارونية – شيعية حينما واجه عناصر المؤسسة العسكرية “زعران الشارع” المعروفة هويتهم والذين انقضّوا على المتظاهرين سلميا ًعلى جسر الرينغ وفي ساحتي رياض الصلح والشهداء وعاثوا خراباً وتنكيلا بهم. واضافت: صحيح ان الطائفية موجودة ولا يمكن انكار تأثيرها في لبنان اذ تتحكم باعتبارات كثيرة لا سيما في المؤسسات الدستورية، غير ان الصحيح ايضا ان ثورة 17 تشرين الاول اثبتت من دون شك ان لا مكان للطائفية في اوساط الجيل الطالع المنتفض الذي وحّدته المطالب والحقوق في الساحات بعيدا من الطائفية، متهما الطبقة السياسية بتجذيرها في النفوس لاستمرار بث الفرقة والتحريض والاتهام لا لشيء الا للتحكم بالقرار.

واذ ترى ان بعض حراك الشارع السني امس هدفه توجيه رسالة للمعنيين بتشكيل الحكومة بأن للحريري شارعه ايضا، تشدد المصادر على ان هذا الطابع لا ينفي ان الحريري هو الزعيم الوحيد في السلطة الذي استجاب لصوت الشعب، بعد استقالة وزراء القوات اللبنانية، ولاقى تطلعات الشباب الطامح الى القضاء على دولة الفساد. وهو باستقالته هذه حاول انهاء الازمة والانتفاض على تعنت سائر من في السلطة ورفض الاصغاء لصرخات الناس بتشكيل حكومة تكنوقراط، بعدما اصطدمت، كما اعلن في بيان الاستقالة، كل جهوده في هذا السبيل بتصلب القوى السياسية وتمترسها عند ضرورة مشاركة اشخاص معينين يشكلون وجوها استفزازية للشعب الثائر في اي حكومة. وتوضح ان الحريري الذي قال منذ اليوم الاول للثورة ان قلبه مع الشعب وعينه على البلاد والمصلحة الوطنية، يرابض على جبهة تشكيل حكومة اختصاصيين ترضي الشعب ، وهو بذلك يحقق تطلعاتهم، ما يعني ان الفريق الذي انتفض امس في بعض المناطق السنية متحررا من قيود السلطة التي كبلّت زعيمه، يسعى بضغطه هذا الى تحصيل المطالب نفسها للثوار ويتلاقى معهم في الهدف والوسيلة.