IMLebanon

مع استمرار الثورة…لماذا انتفض الشارع السنّي تأييداً للحريري؟

ما ان استجاب الرئيس سعد الحريري لمطالب المنتفضين في معظم المناطق منذ اكثر من ثلاثة عشر يوماً باعلانه الاستقالة، حتى خرج الشارع السنّي دعماً لموقفه ورفضاً لان يكون هو المقصود فقط من شعار “كلن يعني كلّن” الذي تصدح به الساحات منذ انطلاقة الانتفاضة، بل ان يشمل اركان السلطة كافة.

فلماذا هذه الانتفاضة السنّية في وقت خرج معظم اللبنانيين الى الساحات متجاوزين انتماءاتهم الدينية والمذهبية وولائهم السياسي مردّدين شعار “كلن يعني كلن”؟

رئيس المركز الاسلامي للدراسات والاعلام القاضي الشيخ خلدون عريمط اوضح لـ”المركزية” “ان هناك رأياً لدى اللبنانيين عامةً والمسلمين السنّة خاصة بان استهداف الرئيس الحريري كرئيس للحكومة هو حلقة من حلقات استهداف دور المسلمين السنّة في لبنان، وان هناك تفاهماً بين رئيس الجمهورية ميشال عون وحزب الله على “تحجيم” دور الرئيس الحريري، علماً ان الاخير قدّم استقالته من اجل المساعدة في حلّ الازمة، وهو على قناعة بان مصلحة البلد هي الاولوية والاساس لديه”.

اضاف “عندما شعر الشارع الاسلامي بان المقصود فقط استقالة الرئيس الحريري انفجر الوضع، خصوصاً ان الرأي العام السنّي لديه شعور بان اكثرية الفساد والمفسدين هم من خارج اطار الرئيس الحريري. فما وصلت اليه البلاد هو نتيجة تعنّت رئيس الجمهورية وفرضه بأن يكون الوزير جبران باسيل هو الركن الاساسي في اي حكومة او تعديل وزاري، مع ان الرأي العام اللبناني يشعر بان باسيل هو عنصر استفزازي”.

وتابع “الجمهور الاسلامي الذي كان لديه عتب على اداء الرئيس الحريري لانه كان متساهلاً في المعادلة السياسية، انقلب عتبه الى تأييد عارم له في المناطق كافة مؤكداً على شعاره “كلن يعني كلن”، ومعناه ان المقصود ليس فقط رئيس الحكومة وانما كل السلطة السياسية”.

ولفت الشيخ عريمط الى “ان معظم الرأي العام اللبناني يعتبر ان الرئيس الحريري الاكثر نظافةً بين السياسيين اللبنانيين وان شركاءه في السلطة يعرقلون رغبته بالعمل، وان رأس المعاصي هو الوزير باسيل الذي بات رئيس الجمهورية الظل ويستقوي بـ”حزب الله”.

واعتبر رداً على سؤال “ان اذا بقي الوزير باسيل وحزب الله يفضّلان المصلحة الاقليمية على مصلحة البلد، فهذا لا يُبشّر بالخير”، وقال “الرئيس الحريري “خاطر” سياسياً واقليمياً بدعم الرئيس عون وإبرام تسوية معه، لكنه دفع ثمنها، لان الفريق الرئاسي لم يلتزم بها، فبدل ان يكون في الوسط ذهب بعيداً في اتّجاه حزب الله”.

واشار الى “ان التسوية سقطت بضربة الوزير باسيل وحلفائه. فالحريري كان صادقاً في الالتزام بها رغم معارضة حلفائه لها، لكن الفريق الاخر لم يحترم التزامه”.

وليس بعيداً، شدد الشيخ عريمط على “ان الرئيس سعد الحريري هو الرقم الصعب في المعادلة السياسية لاختيار رئيس للحكومة، انطلاقاً من الالتفاف الشعبي حوله والثقة العربية والدولية بادائه السياسي المعتدل والحريص على مصلحة لبنان، فإما ان يعود لرئاسة الحكومة من دون القيود التي كان يفرضها الرئيس عون والوزير باسيل وحزب الله، واما ان تأتي شخصية اخرى تكون موضع ثقة الرئيس الحريري والرأي العام السنّي واللبناني”.

وختم “محاولة تطويق الرئيس الحريري وهو في الحكم لا يمكن ان تحصل وهو خارج الحكم، لان الرئيس الحريري اقوى خارج الحكم وتكون حرية المناورة لديه اوسع نتيجة الثقة الكبيرة من الشعب اللبناني والثقة الاقليمية والدولية به، والرئيس الحريري هو المؤتمن على الدور العروبي للبنان، لان لبنان كان وسيبقى عربي الهوى والانتماء”.