IMLebanon

احتجاجات ايران مستمرة رغم القمع والتهديد وحملات الاعتقال

رغم القمع بالقوة وحملات الاعتقال والتوقيف الواسعة، وقطع خدمات الانترنت، لا تزال دائرة الاحتجاجات في إيران تتوسع، وقد شملت أكثر من 100 مدينة. غضب الايرانيين على رفع اسعار الوقود والذي انفجر مساء الجمعة الماضي، ازداد بعد ان ساند المرشد الاعلى للثورة علي خامنئي الأحد قرار رفع سعر البنزين بنسبة خمسين إلى 300 في المئة، منحيا باللوم في “أعمال التخريب” على معارضي الجمهورية الإسلامية والأعداء الأجانب. وقد قال “هذا القرار جعل بعض الناس يشعرون بقلق دون شك.. ولكن أعمال التخريب وإشعال الحرائق يقوم بها مثيرو الشغب وليس شعبنا. الثورة المضادة وأعداء إيران يدعمون دائما أعمال التخريب وانتهاك القانون ويواصلون فعل ذلك”. أما الرئيس الايراني حسن روحاني فشدد على ان الدولة يجب “ألا تسمح بانفلات الأمن” في مواجهة “أعمال الشغب”، معتبرا خلال اجتماع لمجلس الوزراء ان “التعبير عن الاستياء هو حق، لكن التعبير شيء وأعمال الشغب شيء آخر”.

انتفاضة الايرانيين على واقعهم الصعب، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”، ليست موجهة فقط ضد الضرائب وضد الادارة “الاقتصادية” للبلاد، بل تشمل ايضا رفضا لسياسات القيادة الايرانية كلّها، سياسيا وعسكريا وماليا واستراتيجيا. وما التعرّض لصور ومجسمات خامنئي وما يمثّله، بالمباشر، الا اسطع دليل الى ان الايرانيين، او جزءا كبيرا منهم، ما عادوا راضين عن وضع الحرس الثوري يدَه على كل مفاصل البلاد وقرارها وثرواتها. وفي السياق، أفيد اليوم عن حرق مكتب ممثل المرشد الأعلى في لوردجان جنوب غربي إيران. أما زعيمة المعارضة الإيرانية مريم رجوي، فطالبت بمحاكمة خامنئي والرئيس الإيراني. وقالت رجوي، في تغريدة لها عبر “تويتر”، ان “يجب طرد النظام الإيراني الحالي من المجتمع الدولي، ويجب تقديم خامنئي وروحاني والآخرين من قادة هذا النظام للعدالة لارتكابهم جرائم ضد الإنسانية”. وأضافت “لا شك أن جرائم نظام الملالي في الأيام الثلاثة الماضية تعدّ جريمة ضد الإنسانية بالفعل، ومسؤولو هذه الجرائم هم الذين يرتكبون جرائم ضد الإنسانية على مدار 40 عامًا مضى باستمرار وفي سجلهم 120 ألف عملية إعدام سياسي بما في ذلك مجزرة عام 1988”.

في المواقف الدولية، تتوالى الدعوات من عواصم العالم الكبرى كلّها من اوروبا الى اميركا، للجمهورية الاسلامية مطالبة اياها باحترام حق التظاهر ومنددة بالتعرض للمنتفضين وبقطع خدمات الانترنت، وقد دانت الولايات المتحدة استخدام “القوة المميتة” و”القيود الصارمة على الاتصالات” ضد المتظاهرين في إيران. وذكر البيت الأبيض في بيان أن “الولايات المتحدة تؤيد الشعب الإيراني في احتجاجاته السلمية ضد النظام. نحن نندد باستخدام القوة المميتة والقيود الصارمة على الاتصالات المفروضة على المتظاهرين”. وكتب وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو السبت على “تويتر” “كما قلت للشعب الإيراني قبل نحو عام ونصف العام: الولايات المتحدة معكم”. في المقابل، اعتبرت الخارجية الإيرانية في بيان ليل الأحد تصريحات بومبيو إعراباً “عن الدعم لمجموعة من مثيري الشغب”. ونددت الخارجية بما وصفته بـ”التصريحات…التدخلية” الأميركية، معتبرةً أن “الشعب الإيراني يعلم جيدا أن مثل هذه التصريحات المنافقة والمزيفة لا تتضمن أي تعاطف صادق وحقيقي يعكس الحرص على مصلحته”.

لكن، وبحسب المصادر، بياناتُ الدعم أو الشجب لا تكفي وحدها. وهي لن تردع النظام الذي سيتمكن من خنق الانتفاضة كما فعل سابقا، الا اذا قرر “الثوار” الذهاب الى النهاية في المواجهة، مهما كلّفتهم.. فهل يُتركون لمصيرهم، وقد هددهم مدعي عام كرمنشاه اليوم بالإعدام بتهمة “محاربة الله”؟