IMLebanon

السعودية تدعو قطر الى قمة الرياض…فهل يحضر الامير تميم؟

في خضم التطورات الاقليمية المتسارعة المرتقب المزيد منها في المرحلة المقبلة وفق ما يُسرب من معلومات حول العلاقات بين بعض دول المنطقة، بما من شأنه ان يقلب المشهد السياسي رأسا على عقب، جاءت دعوة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، إلى حضور قمة مجلس التعاون الخليجي في دورتها الـ 40 التي تعقد في الرياض في العاشر من الجاري، لتمهد الطريق لحركة مصالحات واسعة ستترك حكما انعكاساتها على اكثر من دولة ولبنان ليس بعيدا منها.

دعوة الملك السعودي لامير قطر ليست مفاجئة، اذ مهدت لها سلسلة اشارات في اتجاه انفراج قريب، بعد المقاطعة الاقتصادية الخليجية والمصرية للدوحة في حزيران 2017 بتهمة دعم الحركات المتطرّفة والسعي إلى التقرب من إيران، حيث تمت دعوتها الى اكثر من قمة خليجية لم يلبها امير قطر بل اوفد من يمثله، كما افادت مصادر دبلوماسية ان وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني أجرى الشهر الماضي محادثات مع مسؤولين في الرياض تناولت سبل رفع الحصار والغاء قرار حظر السفر الى الدوحة. اضافة الى ان السعودية والامارات والبحرين تشارك عبر منتخباتها في كأس الخليج العربي لكرة القدم الذي تستضيفه قطر وسيلتقي في خلاله المنتخبان السعودي والقطري في المباراة نصف النهائية غدا. وقد قال نائب وزير الخارجية الكويتي خالد الجار الله، ان خطوات أخرى ستلي مشاركة الدول الثلاث في كأس الخليج في قطر مؤكدا “أننا نسير في الاتجاه الصحيح للوصول إلى نتائج إيجابية”.

وفي حين تتجه الانظار الى خطوة امير قطر وما اذا كان سيشارك في القمة الخليجية ام يوفد ممثلا عنه على غرار السنوات السابقة، توقعت مصادر دبلوماسية عربية لـ”المركزية” ان تثمر الجهود والمساعي التي بذلت على اكثر من خط عربي وغربي لرأب الصدع داخل البيت الخليجي مشاركة شخصية لأمير قطر في القمة، تنهي حال القطيعة وتضع حدا للتشرذم الذي خلّف اضرارا بالغة لدى الطرفين، فتعيد العلاقات الدبلوماسية الخليجية المقطوعة مع قطر الى سابق عهدها، وتفتح منافذها الجوية والبحرية معها.

وتفيد المصادر ان ما يدور في الاقليم من مستجدات لم تكن حاضرة في المرحلة السابقة لا بدّ ان تدفع قطر الى العودة للحضن العربي كون نتائجها المتوقعة تستوجب تلاقيا خليجيا في المواقف. من ثورات العراق وايران ولبنان الى التقارب البحريني -الايراني الذي عكسته زيارة وزير الشؤون الخارجية العماني يوسف بن علوي لطهران حيث اكد ان “مبادرة “هرمز للسلام” التي قدمتها ​ايران تعزز الامن الاقليمي وتصب في مصلحة جميع دول المنطقة”، معتبراً أن “تنمية العلاقات والتعاون بين ايران وعمان تصب في اطار مصالح جميع دول المنطقة”، مشيراً إلى أن “عمان تولي اهمية بالغة لتوسيع العلاقات والتعاون مع الجمهورية الاسلامية الايرانية.”

وتؤكد المصادر ان حركة المصالحات قد لا تقتصر على الدول العربية فحسب بل يتوقع ان تمتد ابعد من ذلك، بما تستوجبه تفاصيل مشروع السلام المعدّ للمنطقة، فهو ولئن تمت فرملته اخيرا، الا ان المصادر توضح انه لم يتوقف، لا بل تدرج الكثير من التطورات في الاقليم في اطار تحضير الارضية الصالحة لتنفيذه، ليس طبقا “لصفقة القرن” التي لقيت رفضا عربيا عارما انما لخطة رديفة وُضعت خطوطها العريضة ويجري العمل على تنقيح بنودها الاساسية بما يتماشى مع المناخ الاقليمي العام. هذه الخطة المفترض ان ترسي سلاما بين العرب واسرائيل توجب في موازاتها معالجة للعلاقات العربية- الايرانية المتوترة، وعودة قطر الى الخليج ليست سوى جزء من السيناريو المرسوم.