IMLebanon

“لبنان القوي” يؤجل اجتماعه: الكرة في ملعب الحريري والحزب

تماما كما أراد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، تبدو مهلة الأسبوع الفاصل عن الموعد الجديد للاستشارات النيابية الممهدة لتكليف رئيس جديد لتشكيل الحكومة، بعد احتراق ورقة تكليف رجل الأعمال سمير الخطيب على نار هادئة، فرصة ذهبية أمام أطراف التركيبة الوزارية السابقة لإعداد الطبخة لتجهز وتقدم للمدعوين إلى “وليمة الاستشارات” الاثنين المقبل على مائدة بعبدا.

والدليل أن أبرز المعنيين بمفاوضات التأليف والتكليف، عادوا إلى قواعدهم الحكومية السابقة بعد سقوط الخطيب. في هذه الخانة تدرج المواقف المنسوبة إلى مصادر مقربة من بيت الوسط عن أن الرئيس سعد الحريري لا يزال على موقفه من حيث الاصرار على تأليف حكومة من الاختصاصيين المستقلين، طبقا لما يطالب به الثوار منذ أكثر من خمسين يوما. في المقابل، تتجه الأنظار إلى حزب الله الذي كان من أول المطالبين بحكومة تكنو سياسية تؤمن له الغطاء الرسمي في مواجهة عاصفة العقوبات الأميركية. لكن هذه المواقف المتباينة، حتى اللحظة على الأقل، لا تنفي أن بين بيت الوسط والضاحية تقارباً يفيد توقيته بأنه أتى على حساب التيار الوطني الحر، الذي يخوض مواجهة “ناعمة” و”بطيئة” مع رئيس الحكومة المستقيلة، منذ أن بادر إلى تفجير قنبلة خروجه من السراي على حين غرة في وجه بعبدا من جهة وميرنا الشالوحي، من جهة أخرى.

لكن، وفي ما يمكن اعتباره استكمالا لما بدأه رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل قبل أسبوع من اليوم، كشفت مصادر تكتل لبنان القوي لـ”المركزية” أن “التكتل أرجأ اجتماعه الدوري الذي كان مقررا اليوم، وكان من المفترض أن يعلن بعده موقف التيار من المستجدات الحكومية التي طرأت أخيرا وأعادت عقارب الساعة إلى الوراء. أما عن سبب هذا التأجيل، فأكدت المصادر أن “هذا القرار أتى على وقع جولة جديدة من الاتصالات والمشاورات الجارية في الكواليس، مع عدد من الأفرقاء السياسيين”، من دون أن تستبعد احتمال وجود قنوات تواصل مباشرة أو غير مباشرة مع زعيم التيار الأزرق.

وفي انتظار يوم الاثنين، أكدت المصادر أن الحريري يبدو اليوم المرشح الوحيد لرئاسة الحكومة العتيدة، من دون أن تفوت فرصة التلميح إلى مخاوف برتقالية إزاء احتمالات بروز مرشحين جدد من اليوم وحتى تدق ساعة تلبية دعوة الرئيس عون إلى الاستشارات النيابية الملزمة.

وشددت المصادر على أن الكرة ليست في ملعب تكتل لبنان القوي، بل يتقاذفها حزب الله وتيار المستقبل، خصوصا في ما يتعلق بشكل الفريق الوزاري الموعود، حيث أن الطرفين يلعبان لعبة الشروط والشروط المضادة، وهو ما كان الحريري قد بادر إليه منذ إعلان استقالته، وما تؤكده التسريبات الاعلامية المنسوبة إلى مصادر بيت الوسط حول الاصرار على حكومة تكنوقراط.

وعن احتمالات إعادة تعويم معادلة “عودة الحريري مقابل عودة باسيل”، اكتفت المصادر بالاشارة السريعة إلى أن ذلك ليس ضروريا، لافتة إلى أن “التكتل سيعلن موقفه في الوقت المناسب”.