IMLebanon

ميثاقية بسمنة وميثاقية بزيت…

مع كل رحلة تكليف وتأليف حكوميين، بل مع كل استحقاق سياسي، يطفو إلى السطح مجددًا سيف الميثاقية مسلطًا فوق رؤوس الرؤساء والنواب والكتل المعنية. كيف ولا وتجربة الاستحقاق الرئاسي الأخير لا تزال ماثلة في الأذهان، علما أن “مفهوم” الميثاقية مطاط إلى حد بعيد ولا ينطبق على كل الحالات التي يستخدم فيها سلاحا للتعطيل، ابعا لما تشتهيه الأهواء والمصالح السياسية.

وفي السياق، تذكر مصادر سياسية معارضة عبر “المركزية” بأن “فريقًا سياسيًا مسيحيًا لم يتوان عن تعطيل الاستحقاق الرئاسي على مدى أكثر من عامين  لا لشيء إلا ليصل إلى الموقع الأول في البلاد من اعتبر “الممثل الأقوى للمكون المسيحي”، على اعتبار أن في ذلك احترامًا للميثاق الوطني الذي من شأنه أن يؤمن الشراكة المتوازنة بين كل أطياف الوطن، وهو المنطق الذي اعتمده العونيون لدفع الرئيس سعد الحريري إلى تأييد خيار ترشيح الجنرال ميشال عون الذي سبق أن نال جرعة دعم مسيحية مهمة من القوات اللبنانية بفعل تفاهم معراب”.

وتلفت المصادر إلى أن “التسوية الرئاسية الشهيرة أغرقت مفهوم الميثاقية بعيدا في غياهب النسيان السياسي، قبل أن يعيده إلى الحياة تشكيل الحكومة المستقيلة، كما مفاوضات التكليف التي إنطلقت بعد استقالة الرئيس الحريري استجابة، على الأقل في الشكل لمطلب الثوار المنتفضين. بدليل أن رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل لا يوفر مناسبة إلا ويدعو فيها الرئيس الحريري، “من موقعه الميثاقي” إلى تسمية شخصية سنية لتشكيل حكومة جديدة. وفي ذلك محاولة واضحة لتلافي أي مواجهة مع الطائفة السنية، لأن الغرق في مغامرة من هذا النوع قد يكون غير محسوب النتائج، وهو ما دلت إليه المواجهات الأخيرة في الشارع، قبل أن يتدخل سعاة الخير لوأد الفتنة في مهدها”.

غير أن المصادر عينها تلفت إلى أن قرار تكتل “لبنان القوي” وكتلة “الوفاء للمقاومة” وعدد من الكتل الدائرة في فلك 8 آذار تسمية الوزير السابق حسان دياب لرئاسة الحكومة العتيدة، لا يلتقي مع خيار تيار المستقبل، الذي لم يسم أحدا، علما أنه الممثل الأقوى للمكون السني في البلاد، بدليل ما انتهت إليه نتائج الانتخابات النيابية الأخيرة”.

هذه الصورة تعني، بحسب المصادر، أن “الميثاقية” سيف ذو حدين يستخدمه المعنيون لتوجيه البوصلة السياسية إلى حيث تلتقي مصالحهم. بدليل أن ورقة تكليف رجل الأعمال سمير الخطيب أحرقت هي الأخرى بنيران الميثاقية السنية، بفعل تأييد دار الفتوى لخيار الرئيس الحريري، الممثل الأقوى في مكونه.