IMLebanon

بعد توقفها من الـ1990.. إعادة ترميم طوافات 212 AGUSTABEL

احتفل في قاعدة بيروت الجوية بإطلاق مشروع إعادة طوافات (212-AB Agusta-bel) المتوقفة عن الطيران منذ عام 1990 إلى العمل، في حضور رئيس الأركان اللواء الركن أمين العرم ممثلا قائد الجيش، رئيس جهاز أمن المطار العميد جورج ضومط وكبار ضباط الجيش وعدد من الملحقين العسكريين.

وألقى قائد القوات الجوية العميد الركن زياد هيكل، كلمة قال: “نجتمع لنحتفل بإعادة الحياة إلى مولود ولد منذ ما يقارب 40 عاما حكمت الظروف عليه بالإعدام. انما أردنا دائما أن يكون هذا الحكم نوما سريريا ليس أكثر إلى حين تبدلت الظروف والفرص، وأدخلناه غرفة العناية الفائقة واستطعنا نفخ روح الحياة في قلبه”.

واضاف: “نجتمع لكي نثبت قولا “أمام عظمة الإرادة لا يمكن الصعوبات ان تكون أعظم”. وبعد 30 عاما وأكثر وبعد المحاولات و الدراسات لإعادة ترميم السرب الخامس من طوافات “212-AB”، وبعد العديد من المحاولات التي أفشلها عدم توافر الأموال، قررت قيادة القوات الجوية، وبتشجيع من قيادة الجيش والعماد جوزف عون، تبني قرار اعادة تأهيل احدى طوافات “212-AB” محليا، وبالقدرات المتوافرة لدى القوات الجوية، واستنادا الى المراجع الفنية الصادرة عن الشركة المصنعة، والتي هي أساس كل الأعمال الفنية التي تنفذ على جميع الطوافات وطائرات القوات الجوية. وهذا الترميم او إعادة التأهيل يأتي في سياق تثبيت صوابية المبدأ ليصار بعده الى تبني فكرة ترميم باقي الطوافات المتوافرة، والبالغ عددها 4، وبمعدل طوافة كل 10 أشهر الى سنة”.

وتابع: “12 عشر شهرا من العمل الحثيث والجاد ومن الاصرار والتحدي وحلحلة العقد الفنية بمهنية واحتراف، شخصيا لم اكن اجد تفسيرا لهذا الاندفاع والعمل الى ما بعد منتصف الليالي، ولم اجد اي جواب منطقي يفسر هذه الإرادة الا عندما نظرت في أعين هؤلاء الفنيين والطيارين ورأيت صلابة هذه الإرادة المميزة وجودتها. رأيت التفاني، التعالي والشغف للعمل في ظروف وأجواء غير مضمونة النتائج، انما طغى عامل الثقة على كل تلك المشاكل والصعوبات.

وتوجه الى رئيس الاركان: “سيدي اللواء: هؤلاء هم الذين تقول لهم قيادة الجيش ترفعون الرأس وتكبرون القلب، هؤلاء “مغاوير الجو”، نسور الجيش بارادتهم وتفانيهم واحترافهم وأدائهم وصلابة إيمانهم بقيادتهم وبجيشهم”. ووجه “التحية والتقدير الى افراد عائلات القوات الجوية الذين يتفهمون عملهم”.

كما القى اللواء العرم كلمة قال فيها: “أيها الضباط، نلتقي في محطة مهمة من مسيرة التقدم وسياسة التطوير الذاتي التي تنتهجها المؤسسة العسكرية لتحسين قدراتها وامكاناتها القتالية، ولاسيما في هذه القاعدة التابعة للقوات الجوية التي تقوم بدورها في حماية الاجواء اللبنانية، اذ تنفذ مهماتها باندفاع كامل بما يتوافر لديها من معدات وتجهيزات من دون تردد. لطالما ادركت المؤسسة العسكرية حجم التحديات الملقاة على عاتقها، وعملت انطلاقا من مسؤولياتها الوطنية على ضرورة الافادة القصوى من العتاد المتوافر واستثمار المؤهلات البشرية في سبيل تحسين قدراتها القتالية، وما نشهده اليوم من اطلاق مشروع اعادة طوافات ” 212-AB” (Agusta-bel) المتوقعة عن الطيران منذ العام 1990 الى الخدمة، خير دليل على ذلك”.

واضاف: “أظهرت القوات الجوية حرفية عالية في المحافظة على جهوز العتاد وصيانته، بالتوازي مع الافادة القصوى من قدرات الفنيين والعاملين لديها على الصعيدين التقني والعلمي، لتثبت المؤسسة العسكرية بذلك قدرة استثنائية على توظيف الخبرات التي يمتلكها عناصر القوات الجوية، اذ اعادت تأهيل هذه الطوافة وبثت الروح في هيكلها، في خطوة يحرص فيها الجيش على اتباع سياسة التقشف، وخصوصا في ظل الظروف الاقتصادية الدقيقة التي تمر بها البلاد. لا يمكن ان ننسى انجازات القوات الجوية وتضحياتها في مختلف الميادين القتالية، فقد كانت خلاقة ومبدعة في اجتراح الحلول وتحديث اسلحتها وتطوير طائراتها بامكانات وقدرات متواضعة استحقت لاجلها التقدير والثناء حتى من المصنعين انفسهم، بدءا من تطوير الطوافات التي شاركت في حرب نهر البارد، مرورا بأحداث عرسال عام 2014، وصولا الى دحر الارهاب وتحرير السلسلة الشرقية في معركة “فجر الجرود”.

وختم: “تسعى القوات الجوية دائما الى تحقيق التقدم التقني بسواعد عناصرها وضباطها ونتاج جهودهم الفكرية المبذولة وهي تقدم الدعم المتواصل الى مختلف وحدات الجيش في تنفيذ مهماتهم العملانية، بالاضافة الى تقديم اشكال العون ومساعدة المواطنين في مختلف الظروف، ولا سيما اطفاء الحرائق ونقل المرضى وغيرها من المهمات الانسانية. وشكر باسم قائد الجيش العماد جوزف عون من ساهم في تحقيق هذا الانجاز النوعي، وتقدم بالتقدير الى جميع الجهود المبذولة في اطار تحسين قدرات المؤسسة العسكرية وتحديثها”.