IMLebanon

لبنان القوي: الاجواء الحكومية ليست بأحسن حال ونعم للتكنوقراط

اعتاد اللبنانيون على رئيس مجلس النواب نبيه بري مبتكرا مخارج اللحظات الأخيرة عندما تعجز الطبقة السياسية عن اجتراح الحلول، فتترك المهمة لبري الذي يبادر إلى إخراج “الأرانب” الكفيلة بـ “فض الاشكالات”. على أن ملف تشكيل الحكومة المنتظرة منذ ثلاثة أسابيع بدا وكأنه يشذ عن هذه القاعدة، على اعتبار أن رئيس مجلس النواب اغتنم فرصة لقاء الأربعاء النيابي أمس لا ليسهل مسار الحل، بل ليطلق موقفا زاد التعقيد الحكومي تعقيدا. ذلك أن بري عاد إلى العزف على وتر تأليف حكومة “لمّ شمل” وطنية جامعة. موقف أتى غداة لقاء تلفزيوني طويل لرئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل بدا خلاله حريصا على تسهيل مهمة الرئيس المكلف حسان دياب ومؤيدا تأليف حكومة تكنوقراط، وإن كان أطلق بعض السهام تجاهها.

وفي التوقيت أيضا، انفجرت “قنبلة” بري في وجه الجميع، غداة اللقاء الذي وصف بالـ “ايجابي” بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف، كان الظن أنه ذلل آخر العقد الكامنة على كوع التشكيل، لا سيما في ما يخص الكباش بين دياب وباسيل حول ضم الوزير السابق دميانوس قطار إلى الفريق الوزاري، الذي جوبه ببطاقة حمراء… برتقالية.

كان هذا كله قبل كلام بري، الذي تفضل مصادر في تكتل لبنان القوي حصره عبر “المركزية” في خانة الرأي الذي يعبر عنه رئيس المجلس. غير أن هذا لا يعفي المصادر عينها من الاعتراف بأن “الاجواء الحكومية ليست في أحسن أحوالها، خصوصا في ضوء التطورات الاقليمية المتسارعة غداة اغتيال القائد السابق لفيلق القدس في الحرس الثوري الايراني الجنرال قاسم سليماني”.

على أي حال، تشدد المصادر على أن الصورة الحكومية لا توحي بالتفاؤل، غير أن التيار الوطني الحر لا يزال عند المواقف التي عبر عنها رئيسه في إطلالته التلفزيونية الأخيرة، خصوصا في ما يتعلق بضرورة تشكيل حكومة من الاختصاصيين تعمل على انتشال البلاد من كبوتها الاقتصادية في أسرع وقت، وتلبي مطالب الشارع المنتفض منذ 17 تشرين الأول الفائت، وتوحي بالثقة للمجتمع الدولي لمد لبنان بالمساعدات الموعودة في مؤتمر سيدر.

تبعا لذلك، تؤكد المصادر أن الاتهامات التي سيقت أخيرا في حق الوزير باسيل لتحميله مسؤولية تأخير تأليف الحكومة لا يمكن أن تدرج إلا في إطار “الزكزكة” السياسية المعتادة، مشددة على أن الكباش حول الوزير السابق دميانوس قطار لا يتعلق بشخصه، بل بالمعايير المعتمدة في إطار مفاوضات من المفترض أن تؤدي إلى تسمية وزراء “اختصاصيين في شؤون وزاراتهم”، داعية إلى “التعامل تبعا لوحدة المعايير مع كل الأفرقاء المعنيين بمسار التشكيل.

وتعليقا على كلام بري عن تفعيل حكومة تصريف الأعمال، ذكرت المصادر أن التيار كان أول المطالبين بهذا الأمر، مشددة في الوقت نفسه على أننا غير مستعدين للعودة إلى نغمة تأليف حكومة اختصاصيين يرأسها الحريري، وهو وجه سياسي بامتياز، تماما كما نرفض العودة إلى النهج السياسي الذي اعتمد في المرحلة السابقة في إدارة البلاد، وهو ما فجّر خلافنا مع الحريري بعد استقالته”.