IMLebanon

باسيل: رسمت سياسة لبنان بموقف لا يعرف الميوعة

اعتبر وزير الخارجية والمغتربين ناصيف حتي انه “علينا القيام بتحرك ناشط نحو عواصم القوى الكبرى والدول العربية الشقيقة والدول الصديقة وكذلك مع المنظمات والهيئات الدولية والاقليمية المعنية بغية العمل على توفير اوجه الدعم للبنان كافة”. كلام حتي جاء خلال مراسم التسليم والتسلم في الوزراة بينه وبين الوزير السابق جبران باسيل.

وتابع: “إن تفعيل الديبلوماسية العامة بأوجهها المتعددة التي تتجه الى صناع الرؤى والقرار في المجتمعات المختلفة لبناء وتعزيز جسور تواصل وتعاون بين لبنان وهذه المجتمعات سيبقى في طليعة مهامنا بالتعاون مع اهل الاختصاص والخيرة في لبنان وفي الاغتراب ان هذه الديبلوماسية، بصيغ واشكال مختلفة تساهم في دعم وتعزيز دور الديبلوماسية الرسمية للبنان لا بل تكمل دور ديبلوماسيتنا الرسمية”.

من جانبه، قال باسيل: “اخترت دوما الوحدة الوطنية، فهي الأهم في بلد تعددي ومتنوع كلبنان، وحين نخسر الوحدة الوطنية والتعايش وسبب وجوده والصيغة التي قام عليها لبنان، فلن نجد ما ندافع عنه. منذ تسلمي مهامي في الوزارة ناديت بسياسة مستقلة تقوم على مصلحة لبنان وعلى القانون الدولي وتصون الوحدة الوطنية”.

وقال: “إن سياسة الوزارة تعكس صورة الدولة وتوصل صوتها الى الخارج وهي الحارس لحدود السيادة واستقلالية القرار، وقد أردنا عبر المنتشرين ان تكون حدودها العالم. إن خط السير الذي سلكته مواقفي طيلة ست سنوات ارتكز على قيمة الانتشار التي تمثل الثروة الكبيرة للوزارة. هذا المبنى العريق يختزن ايضا ثروات واغلاها 63 الف ملف وجدناها في الطابق السفلي عن اسر لبنانية منحت الجنسية في 1958 ولم تنفذ لهم. واليوم فإن ابناء واحفاد الاسر هذه هم مستحقون لهذه الجنسية لكن ما ينقصهم هو التنفيذ، وقد بدأنا العمل مع المدير العام جوزف نصير وأتمنى أن تتوفر له الامكانات لكي تستعيد هذه الاسر الجنسية اللبنانية”.

أضاف: “في وجه اسرائيل رفعت الصوت منددا باحتلالها وعنصريتها، مقاوما عدوانها، ولي ملء الثقة بأن هذا الخط سيكمل مع الوزير حتي. رفعت الصوت في وجه العالم لاعادة النازحين السوريين رفضا لكل السياسات الهادفة لتوطينهم او استمرار مسلسل توطين اللاجئين الفلسطينيين وآمل ان تتمكن الحكومة الجديدة من وضع سياسية وطنية جديدة لاعادة النازحين، وهو ما لم نتمكن من القيام به”.

وتابع: “إن وزارة الخارجية أردناها على مدى طموح اللبنانيين المنتشرين، فناضلنا حتى تحققت لهم استعادة الجنسية وحصلوا على حق المشاركة في الانتخابات النيابية انتخابا وترشيحا. وقدمنا مرة على قانون تعديل الآلية بغية تسهيل المشاركة. كذلك اردنا ان تكون وزارة الخارجية داعما للاقتصاد الوطني مروجا للانتاج اللبناني، معرفا عن منتجاتنا الزراعية والصناعية بتعيين عشرين ملحقا اقتصاديا”.

و لفت باسيل الى انه اراد ان تكون سياسة لبنان الخارجية سياسة التوازن والاتزان: لكنني رسمتها بالموقف الواضح الذي لا يعرف الرمادية ولا الميوعة”.

وقال: “كما التزمت الدفاع عن القضية الفلسطينية في كل محفل وموقف وحفزت العرب في كل مؤتمر ليرفعوا الصوت رفضا لتهويد القدس وضم الجولان وبناء المستوطنات. وكنت وما ازال مع السلام العادل والشامل والدائم على اساس المبادرة العربية التي اقرتها قمة بيروت تحت عنوان الارض مقابل السلام. إن توازن السياسة الخارجية يشبه موقع لبنان الجغرافي المرتبط بالمشرق أرضا والمنفتح على الغرب بحرا، وأرى أن شعار قوة لبنان في ضعفه، كان تبريرا لتبعية لبنان للخارج حيث كان يرسم سياسة لبنان الخارجية ويصنعها السفراء الاجانب المعتمدون في لبنان، واتمنى ان يكون هذا الزمن قد ولّى الى غير رجعة فلبنان القوي بارادة ابنائه هو الذي يرسم سياسته الخارجية مهما بلغ ثمن استقلالية القرار”.

وتابع: “كما ان التنوع في وطننا يعتبر غنى للبنان فإنه بالمقابل، مصدر خلاف بين اللبنايين، لذلك كانت فكرة “اللبنانية، lebanity” التي أطلقتها في مؤتمرات الطاقة الإغترابية التي بلغت ستة عشر مؤتمرا عقد في لبنان والخارج، وهذا المفهوم يوحدنا في عز تنوعنا، ويجمعنا على رغم تعدديتنا وهو مفهوم وطني سام، أعلى من كل إنتماء آخر، يعلو فوق المذهبية والطائفية والمناطقية والعائلية والقبلية وكل شيء آخر، مفهوم يجمع المقيم والمغتربين. ومن هنا شددت على إحلال كلمة “منتشر” بدل “مغترب” لإبقاء العلاقة بين من غادر وبين وطنه. من هذا المنطلق، زرت 148 عاصمة ومدينة في العالم من كندا حتى تشيلي ومن النروج حتى جنوب افريقيا ومن روسيا حتى نيوزيلاندا لنلتقي بالمنتشرين لأننا قدرنا قيمتهم الكبيرة، ولم تسمح الظروف بزيارة دول في افريقيا واعتذر عن الغاء رحلات الى عدد من دول افريقيا واميركا الوسطى وبعض ولايات في الولايات المتحدة الاميركية”.

وأضاف: “في هذه الجولات قابلت المنتشرين، تعرفت الى مطالبهم وطاقاتهم وجاهدت لإعادة حقوقهم بالجنسية والإنتخاب والمشاركة في صنع القرار الوطني، فكتبوا قصص نجاح بالالاف، وحملوا حب لبنان في قلوبهم وحفروه في وجدان أولادهم، فكانوا سفراء لبنان في العالم، فتحية احترام ومحبة وتقدير الى كل منتشر لبناني في العالم”.