IMLebanon

باسيل خارج “الخارجية”…اهداف جديدة لاستعادة الثقة!

هي المرة الاولى منذ العام 2008، لا يجلس فيها رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل في المقاعد الحكومية. وزير الخارجية السابق ونائب البترون، “دينامو” مجلس الوزراء، لطالما كان ينسج الملفات ويحبك المخارج ويرقّع الخروقات في مشاريع الاقتراحات الحكومية المطروحة امام مجلس الوزراء لتنتهي الى الاقرار، بما يتناسب واجواء التسويات.

من خارج الندوة الحكومية، سيتعاطى رئيس التيار مع الواقع اللبناني الداخلي المستجد بفعل ثورة 17 تشرين التي خصته بالنصيب الاكبر من سهامها، لا سيما في بداياتها، حيث كان هدفاً مباشرا للثوار، قبل ان يتراجع الى مرتبة موازية لسائر السياسيين ويصبح عضوا عاديا في نادي شعار “كلن يعني كلن”. هذا الخروج، تقول مصادر سياسية مراقبة لـ”المركزية” ولئن كان “بالجسد لا بالروح” باعتبار ان ملائكة باسيل حاضرة في حكومة حسّان دياب، ان من خلال من سمّاهم التيار وزراء، وله منهم حصة الاسد، او من خلال المَونة السياسية على حكومة “اللون الواحد، او حتى من الموقع الرئاسي في الحكومة بحكم القربى والسياسي كرئيس اكبر كتلة نيابية في البرلمان، سيرتب على باسيل خسارة معنوية على الاقل، فالرئيس دياب، وبحسب ما تظّهر إبان تشكيل حكومته ليس بالرجل السهل، كما ان الظروف المحيطة به شخصيا على مستوى الرأي العام اللبناني عموما والشارع السني في شكل خاص والمهام المطلوبة منه دوليا، ستجعله على الارجح اكثر تشددا في التعاطي مع “ما يريد باسيل” الذي اسهمت التسوية الرئاسية مع المستقبل على مدى ثلاث سنوات في تمرير كثير من المشاريع التي لم تكن لتعبر قاعة مجلس الوزراء لولاها.

هذا الواقع، تضيف المصادر، يوجب على باسيل، اعادة ترتيب اجندته السياسية الوطنية، وتموضع جديد على المسرحين السياسي والشعبي وتغيير في المقاربات بما يتلاءم ومقتضيات العمل من خارج “الجنّة الحكومية”. وتشير الى انه، خلال حقبة مفاوضات التأليف حاول اعادة فتح قنوات حوارية لوصل ما انقطع مع رئيس مجلس النواب نبيه بري منذ ازمة “البلطجة”، او على الاقل ابقاء الخطوط مفتوحة، في اطار التنسيق بين مكونات الخط السياسي الذي ينتمي اليه، فأسهمت زيارته لرئيس المجلس ايجابا في المسار التشكيلي غير ان هذا الالتقاء لا يعدو كونه موسمياً لا يمكن ان يرقى الى التحالف.

ولباسيل، توضح المصادر، اشكاليات لا يستهان بها مع معظم القوى السياسية. فالعلاقة مع المستقبل بلغت حد “العداوة” كما تبين من خلال الهجمات النارية بين الفريقين في اعقاب استقالة حكومة “الى العمل” التي كشفت “البئر والغطاء”، ولم تترك مستوراً، ومع القوات انكسرت الجرة منذ زمن، ومع الاشتراكي ليست في حال افضل، بحيث لم يبق الا حزب الله، الذي تعتبر المصادر ان وجود باسيل خارج الحكومة لم يعد يؤمن للحزب ما كان يوفره حينما كان في داخلها لا سيما في وزارة “الخارجية”، حيث كان يغطيه في المواقف ويدافع عن سلاحه وشرعيته على المنابر الاممية والدولية. هذه الحال التي انتفت اليوم قد تحرر باسيل من اثقال المهمة المشار اليها، ليعود بسلاسة وانسيابية الى معالجة واقعه في الداخل، ومحاولة تعويم نفسه سياسيا بخطوات واجراءات يفترض ان تبدأ من النقاط المحورية التي تشكل مطالب للثورة التي اعتبرها نفس مطالب التيار الوطني الحر التي لم يسمح له “الاخرون” بتنفيذها فعرقلوا مشاريعه، كما يؤكد. وتتوقع ان يضع باسيل نصب عينيه، بعدما تفرغ من مهامه “الخارجية” استعادة الثقة الشعبية التي افتقدها الى حد بعيد خلال انضوائه في الحكومات المتعاقبة، بفعل غياب الانجازات والاصلاحات الموعودة و”برصاص” الثورة الشعبية وانتفاضة الشارع المستمرة.