IMLebanon

“الحزب” وصندوق النقد: مهمة محددة بخطين!

رسم حزب الله حدود المهمة الاستشارية لصندوق النقد الدولي التي بدأها بناءً على طلب لبناني رسمي في شأن استحقاق اليوروبوند “بتحريم” الخضوع لوصفاته التي غالباً ما تكون Standard تُطبّق لمعالجة الازمات الاقتصادية التي تُعانيها دول متعثّرة. واعلن على لسان نائب الامين العام لـ”الحزب” الشيخ نعيم قاسم، “اننا لا نقبل الخضوع لأدوات استكبارية في العلاج، اي لا ‏نقبل الخضوع لصندوق النقد الدولي ليُدير الأزمة”، لافتاً الى “ان لا مانع ‏من تقديم الاستشارات، وهذا ما تفعله الحكومة اللبنانية، وفي إمكانها ‏ان تضع خطة وتتّخذ إجراءات بنّاءة لبدء المعالجة النقدية والمالية ‏ووضعها على طريق الحل”.

موقف الحزب الذي لم يُفاجئ الاخرين، باعتبار ان كل ما هو اتٍ من بلاد العم سام يخضع لنظرية المؤامرة، كان ليكون “مشروعا” لو ان الرفض اقترن بوضع بديل على طاولة النقاش، خصوصاً وان الحزب جزء اساسي في التركيبة السياسية في البلد وتُصنّف الحكومة الحالية في خانته، الا انه يبقى في دائرة تسجيل النقاط السياسية ومن ضمن ادوات المواجهة “للشيطان الاكبر” ما دام لم يقترن بخطة عملية بديلة كما يقتضي المنطق العلمي.

ولا يبدو ان الحزب حتى الان جاهز لتقديم خطة اقتصادية بديلة عن “وصفة” صندوق النقد الدولي المتوقّع ان يُعطي تصوّره النهائي بعد غد الجمعة او السبت ‏المقبل على ابعد تقدير.

وتنقل اوساط مقرّبة من حزب الله لـ”المركزية”، “ان مهمة وفد صندوق النقد محصورة فقط بخطين: الاول تقديم المشورة في شأن استحقاق اليوروبوند وكيفية التعامل معه، والثاني وضع الجهات الدولية ممثلة بالصندوق في صورة القرار الذي بات محسوماً بعدم الدفع وإعادة جدولة الدَين”.

واكدت الاوساط “ان مهمته محصورة بهذين الخطين واي شيء اخر مرفوض، لان تجربة الصندوق مع دول عديدة مريرة ولديه تاريخ اسود في التسبّب بانهيار دول عدة”.

ولم تستبعد الاوساط وجود ايادٍ اميركية خفية وراء “الشروط القاسية” التي سيفرضها صندوق النقد الدولي على لبنان باعتباره احدى ادوات الاستكبار الاميركي للسيطرة على الدول”، مؤكدةً “ان الاميركي وراء كل مصائبنا ويأتي اليوم عبر صندوق النقد لوضع البلد تحت سيطرته من خلال فرض شروط اقتصادية منها الخصخصة”.

واذ غمزت الاوساط من قناة القوى المعارضة لـ”حزب الله” بقولها ان “ابواق” واشنطن في لبنان يُكرّرون ما يريده المسؤولون الاميركيون عبر صندوق النقد”، اوضحت “اننا لا نعيش في “بحبوحة” اميركية حتى نخاف على زوالها. فاميركا تشاهدنا نغرق وتساهم في ذلك عبر الاجراءات القاسية التي تفرضها على القطاع المصرفي من خلال العقوبات الاقتصادية، وهذا كله من ضمن ادوات حربها ضد ايران تماماً كما قال وزير المال الفرنسي برونو لومير منذ ايام”.

ولفتت الاوساط المقرّبة من الحزب الى “ان الحلول البديلة من “وصفات” صندوق النقد الدولي موجودة من خلال  قطع دابر الفساد وتسكير مزاريب الهدر، ولعل ابرزها قطاع الكهرباء الذي يكلف الخزينة سنوياً اكثر من مليار دولار خسائر”، مؤكدةً “ان الحكومات المتعاقبة متّورّطة بالفساد وتآمرت على مصالح لبنان واللبنانيين”.

وفي الاطار، اشادت الاوساط بعمل الحكومة برئاسة الرئيس حسان دياب، فهي تسير حتى الآن في الطريق الصحيح، واذا استمرت بهذا الاسلوب فستُنظّف جزءاً كبيراً من الفساد المُستشري في الدولة”.