IMLebanon

هل يؤثر تصنيف “الحزب” ارهابيا على علاقة المجتمع الدولي بالحكومة؟

قررت السلطات الألمانية امس حظر حزب الله اللبناني على أراضيها، مصنفة إياه “منظمة إرهابية”. يأتي ذلك بعد ان وافق البرلمان الألماني في كانون الأول الماضي على اقتراح يحث حكومة المستشارة إنغيلا ميركل على حظر جميع أنشطة حزب الله “الإرهابية” على الأراضي الألمانية، خاصة في سوريا.

واثر صدور القرار، داهمت الشرطة مقار أربع جمعيات تدير مساجد في دورتموند ومونستر في ولاية نورد راين فستفاليا غرب البلاد وفي بريمن وبرلين، يشتبه بأنها على صلة بالحزب، في حين يعتقد مسؤولون أمنيون أن ما يصل إلى 1050 شخصا في ألمانيا أعضاء في جناح متطرف بحزب الله.

برلين كانت في السابق، تفرّق بين الذراع السياسي للحزب ووحداته العسكرية التي تقاتل في سوريا، الا انها عدلت عن هذا التمييز اليوم. والحال انه، وفي تشرين الثاني الماضي اتفقت وزارات الخارجية والداخلية والعدل على تفعيل قانون الجمعيات لحظر الجناح السياسي لحزب الله، بعد حظر الجناح العسكري أسوة بما تم في كل دول أوروبا منذ سنوات.

هذا التصعيد في موقف ألمانيا ضد الحزب، بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”، يؤشر الى رغبة دولية آخذة في التوسع، بمحاربة نشاط حزب الله وكل الفصائل والتنظيمات المسلحة التي تدور في فلك الحرس الثوري الايراني، والمموّلة والمدعومة عتادا وسلاحا، من طهران، والى توجّه نحو “تفعيل” جهود تطويق الجمهورية الاسلامية وأذرعها، والتي بدأت في الواقع، منذ سنوات، “على الناعم” عبر عقوبات اقتصادية وتصنيفات.

وفي هذا الاطار ، تصب اشادة الخارجية الأميركية بخطوة المانيا ويصب ايضا موقف السفير الأميركي في ألمانيا ريتشارد غرينيل، الذي رحب بموقف برلين، فاعتبر ان ” قرار الحكومة الألمانية بالتحرك يعكس عزم الغرب على التصدي للتهديد العالمي الذي يمثله حزب الله”. ودعا الدبلوماسي الأميركي “كل الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إلى اتخاذ تدابير مشابهة”. وقد رحبت السعودية ايضا بالموقف الالماني.

ويبقى السؤال عن تداعيات هذا المسار على علاقة المجتمع الدولي ببيروت وبحكومتها ذات اللون الواحد، وقد أتى بها حزب الله وحلفاؤه الى السراي. فهل ستتأثّر سلبيا؟ منطقيا، الجواب “نعم”، تقول المصادر، خاصة اذا لم تعرف الحكومة كيف ترسم حدا فاصلا بين قراراتها وسلوكها من جهة، وبين محاولات حزب الله لفرض هيمنته عليها وعلى توجهاتها المحلية والخارجية، السياسية منها والمالية والاقتصادية والامنية، من جهة ثانية.

الجدير ذكره في السياق، ان برلين كانت تدافع طيلة السنوات الماضية عن موقفها بعدم حظر الجناح السياسي لحزب الله، قائلة إن ذلك سيضر بالعلاقات مع بيروت وحكومتها، مشيرة إلى أن للحزب دورا اجتماعيا في لبنان.