IMLebanon

تنسيق بين مجموعات الثورة وعسكرييها ونواب معارضين

فيروس “كورونا” وما فرضه من إجراءات عزل منزلي وتباعد اجتماعي لا يعني أن الثورة انتهت. فالتحضيرات والاتصالات  لا تزال ناشطة بين مكوّناتها التي تؤكّد بين الحين والآخر أن عينها على السلطة و”الآتي أعظم” ما بعد الوباء. ولعلّ الدخول إلى وزارة الطاقة منذ أيام أحدث إثبات لوعود الثوار بالعودة الحتمية إلى الشارع. إلا أن القوى الأمنية تصدّت لهؤلاء بعنف حيث ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي بفيديوهات الضرب والاعتداء على الشباب والشابات.

في شأن هذا الاعتداء، قال العميد الركن المتقاعد جورج نادر لـ “المركزية”، “التعرّض للثوار وضربهم بهذا الشكل أمر لم نعتد عليه من قبل، وكلّ من كانوا في ” الطاقة” من الشبان المحترمين والمثقفين”، متسائلاً “هل دخولهم إلى وزارة الطاقة كان بهدف تدميرها؟ أو هل كان في حوزة الثوار قنابل ذرية مثلاً للتعامل معهم بهذه العنفية؟”، متابعاً “السبب كان الاعتراض على صفقات الهدر في وزارة الطاقة التي هدمت مالية الدولة والتي تشكل نصف عجز الميزانية وجعلت اللبنانيين يعيشون من دون كهرباء منذ عقود”.

ولفت إلى أن “هذه الخطوة وغيرها من التي تنفّذ خلال فترة التعبئة تقام من قبل بعض المجموعات المستقّلة من دون أن تكون محضّرة مسبقاً، والهدف إبقاء الشعلة متقدة، لكنّها لا تحلّ المشكلة، والخطوات الأساسية التي ستتّخذ هي تلك التي ستقررها الثورة لاحقاً ما بعد “كورونا”.

وأضاف “إذا كانت السلطة تعتبر أنها تستفيد حالياً من مسألة الحجر وتفادي المواطنين التواجد في الشوارع والاكتظاظ، فأعدها وعد شرف بأن تشهد بعد “كورونا” على خطوات لن تعجبها أبداً، وحينها سنرى ماذا يمكن أن ينتج عن القمع الذي تريد ممارسته”.

وأكّد نادر أن “لا يجوز أن تبقى الثورة من دون مجلس قيادي، هذا موضوع لا يقر بسرعة والرغبة موجودة لدى المجموعات، نحاول قدر الإمكان توحيد جهود العسكريين ومنها الانطلاق لتوحيد جهود الثورة، وعند اتحادها تنتخب المجموعات مجلسا قياديا يضم كلّ المكونات لتسيير أمورها، أما القائد الملهم فلم يعد له من وجود او دور”.

وأوضح أن “التنسيق جارٍ على مستويات ثلاثة : أولاً، العسكري حيث نحاول جمع جميع المتقاعدين ضمن منطقة واحدة ضمن الأهداف العامة للثورة وبات عدد هولاء كبير جدّاً. الخط الثاني، مع كلّ مكونات الثورة من دون أي استثناء. أما الثالث فيقوم على التواصل مع النواب المستقلين والمعارضين للحكومة الذين وقفوا إلى جانب الثورة ودعموا حقوق العسكريين منهم حزب الكتائب، النواب شامل روكز، أسامة سعد، نعمة إفرام، بولا يعقوبيان… وتمنينا عليهم إنشاء تكتل معارض حتى لو كانوا يختلفون على بعض الأهداف”، معتبراً أن “هؤلاء ليسوا جزءا من السلطة بل على العكس معارضون والعديد من الأمور تجمع بينهم وبين الثورة”.

وعن التنسيق بين الضباط المتقاعدين والنائب شامل روكز، أشار إلى أن “نتفق على إلغاء مجموعات العسكريين المستقلة وتوحيد الجهود مع الأخرى المدنية ضمن دائرة واحدة. والأمور حتى الساعة إيجابية بشكل عام وهناك رغبة لدى جميع العسكريين بالاتحاد ليكونوا أكثر تأثيراً، والاجتماعات ستتواصل من دون شكّ والتنسق مستمر”.