IMLebanon

هرباً من الضغوط الأميركية….”الحزب” يعرض “صفقة” على الغرب؟

بات حزب الله “مطوّقاً” أكثر من اي وقت من الولايات المتحدة وبعض حلفائها التي تُصنّفه منظمة إرهابية قتلت الاميركيين وزعزعت إستقرار العالم هي وراعيتها الجمهورية الاسلامية.

ويكاد لا يخلو اي موقف أميركي من الاشارة الى خطر إستمرار هذا التنظيم وتأثيره ليس فقط على اللبنانيين إنما على شعوب المنطقة والعالم، لأنه متورّط بأعمال غير قانونية كتبييض الاموال وتجارة المخدرات الى جانب مشاركته العسكرية في حروب إقليمية لعل أبرزها الحرب في سوريا والعراق.

ويأتي في السياق الموقف الصريح “ومن دون قفازات” الذي اطلقه امس وزير الخارجية الاميركية مايك بومبيو بقوله “ان بلاده مستعدة لمساعدة الحكومة اللبنانية إذا نفّذت إصلاحات حقيقية”، مضيفاً “إذا عملت الحكومة بطريقة لا تجعلها رهينة لحزب الله، وأظهرت استعداداً لاتّخاذ مثل هذه الإجراءات، فإن الولايات المتحدة والعالم بأسره سيساعدان في نهوض اقتصادها”.

ومع ان هذا الموقف الاميركي ليس بجديد ويصبّ في خانة حملة الضغوط التي أطلقتها إدارة الرئيس دونالد ترامب على ايران وحلفائها منذ إنسحابه من الاتّفاق النووي وسلوكه خيار العقوبات الاقتصادية لتحجيم نفوذها في المنطقة وقطع شريان مساعداتها لاذرعها العسكرية، الا ان “اللافت” فيه ان واشنطن ربطت وبشكل واضح تدفق المساعدات الدولية للإقتصاد اللبناني الآيل الى الانهيار بشروط واجهتها اقتصادية لها علاقة بالاصلاحات المطلوبة وجوهرها سياسي مرتبط بتعزيز سلطة الدولة وسيادتها من طريق حصر السلاح بيد القوى الشرعية حصراً وتكليفها مهمة ضبط الحدود جنوباً وشرقاً.

على ان هذا الضغط الاميركي والمتوقّع ان يتصاعد في الايام المقبلة مع صدور الرزمة الثانية من العقوبات ضمن “قانون قيصر” وتضم افرادا وكيانات ومؤسسات من خارج سوريا يُرجّح ان يكون لـ”حزب الله” وحلفائه النصيب الاكبر منها، قابله حزب الله “بالمواجهة” تحت عنوان “سنقتلكم” وهو ما اعلنه صراحة الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله في اطلالته الاخيرة، رافضاً إبتزاز “الاميركي” في مسألة سعر صرف الدولار كما قال من أجل أهداف سياسية تطال سلاح الحزب.

وعلى رغم خطاب “الثقة” الذي ظهر به نصرالله متحدّياً الاميركي ومعه المجتمع الغربي، غامزاً من قناة السوق المشرقي كبديل عن الغرب، غير أنه يستشعر ضمناً بخطورة المرحلة التي تعصف بالمنطقة نتيجة الضغط الاميركي والغربي عليه وحجم العقوبات المفروضة والتي تُصيبه بالصميم.

وفي الاطار، تكشف اوساط سياسية في المعارضة لـ”المركزية” “ان حزب الله تواصل مع دبلوماسيين غربيين معتمدين في بيروت محاولا عقد صفقة سياسية تقيه شرّ الضغوط التي يشتم منها رائحة “نزع” سلاحه، لاسيما وان ما يجري خلف الكواليس الدولية يؤشر الى “طبخة” تسوية سيكون المحور الذي تقوده ايران ابرز المتضررين منها، خصوصاً في سوريا والعراق”.

ولفتت الاوساط الى “ان حساب حقل بيدر حزب الله لم يعد ينطبق على حساب البيدر الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، فزمن الأوّل تحوّل وإدارة ترامب ماضية في سياستها تقليم اظافر ايران في المنطقة مع نزع كل سلاح خارج إطار الدولة ومؤسساتها الشرعية”.

وقالت الاوساط “ان عرض حزب الله قوبل برفض دولي بعدما علم الجانب الاميركي به، فالاخير اكد تمسكه بشروطه لتسليم حزب الله سلاحه الى الدولة والعودة من الخارج والتخلّي عن التزامه الايراني مع تقديم مصلحة لبنان على اي مصلحة اخرى”.

وفي السياق، ينقل سياسي لبناني عن مسؤولين في الادارة الاميركية قولهم “ان العقوبات على الحزب ستتضاعف في المرحلة المقبلة في سياق تضييق منابع التمويل بعدما تبين ان العقوبات الاقتصادية تفعل فعلها سواء لدى حزب الله او في ايران”.