IMLebanon

بعلبك “صوت الصمود”.. ام شريعة الغاب؟

في مدينة الشمس التي استقطبت منذ ايام انظار اللبنانيين والعالم، تجتمع كل التناقضات. في 5 الجاري، ولمناسبة الاحتفال بالذكرى المئوية لاعلان لبنان الكبير، عاش لبنان حلما بعلبكيا مفعما بالامل، من داخل معبد باخوس حيث اجتمع التاريخ بالثقافة والفن في لوحة موسيقية رائعة تحت عنوان “صوت الصمود” انتجتها لجنة مهرجانات بعلبك،وتخللتها صور من الأرشيف وابداعات بصرية رائعة بلغت اصداؤها العالم.

مسألة ساعات، لم تكد تدور عقاربها دورة كاملة، انقلب المشهد رأسا على عقب. اصوات موسيقى الاوركسترا الفلهارمونية التي بعثت الامل بغد افضل وصدحت حناجر جوقاتها في سماء بعلبك والجوار انكفأت، ليس لمصلحة السلام المنشود، انما لمشاهد القتل والعنف والبربرية حيث ملأت الأجواء اصوات الرصاص والقنابل وكل انواع الاسلحة الرشاشة والصاروخية في حي الشراونة الذي تمضي الحياة فيه على هذا النمط منذ سنوات من دون رادع.

نعم هي المدينة نفسها، حيث الدولة غائبة لمصلحة الدويلة. دويلة التسيب والفلتان وغياب القانون. دويلة يصح فيها القول “حارة كل مين ايدو إلو” حيث شريعة الغاب تتسيّد ولغة العنف والقتل والانتقام تعلو فوق القانون. لا رادع ولا من يردعون ولا من يرتدعون. مسلسل عنف لا تنتهي حلقاته، سلاح متفلت منتشر كالنار بين الهشيم في ايدي المواطنين، يستخدم في الافراح والاتراح وفي كل مناسبة واشكال، بغطاء سياسي حزبي وتحت ذريعة عدم القدرة على ضبط العشائر، فيما المنطقة العربية على امتدادها تعج بالعشائر وليس من ظهور للسلاح في اي بلد من بلدانها، خارج السلاح الشرعي. لكن وحيث” الرزق السايب يعلم الناس الحرام” وفي بلد توزع فيه رخص السلاح لكل راغب ومتزعّم ومناصر حزبي، يصبح استخدام السلاح مباحا ومنتشرا وعاديا ، له الحل والربط في النزاعات وفي ابسط “خناقة” بين ولدين.

آخر جولات العنف شهدتها مدينة الشمس ليلا.اشتباكات عائلية دارت بين ال زعيتر وال شمص في محلة الشراونة استخدمت فيها الأسلحة الرشاشة وقذائف بي سفن طاولت المنازل. وتوزياً، أقدم مطلوب على إطلاق النار في الهواء عند حاجز دورس القريبة الواقعة على تخوم مدينة بعلبك أثناء محاولته المرور بالقوة بسيارته، فردّ عناصر الحاجز ما أدى إلى إصابة المطلوب ومرافقه، في حين  أقدم عدد من المسلحين على إطلاق النار في اتجاه دورية للجيش ومراكز عسكرية في طليا وبريتال والخضر ودورس، ما أسفر عن استشهاد أحد العسكريين، الذي صودف مروره في المحلة.

مدينة الشمس تغيب فيها شمس الدولة والقانون بقدرة “فائض القوة” وغياب الشرعية، يسرح فيها المطلوبون بآلالاف، مخالفات “عا مد النظر”، سرقات “على عينك يا اجهزة” جولات عنف دورية، اعتداءات على السلطة الشرعية ومن يمثلها…فالى متى؟ ومتى تعود بعلبك الى الدولة؟