IMLebanon

لماذا زار السفير الايراني الديمان؟

ذكرت مصادر سياسية عبر “المركزية” أن المواقف الأخيرة للبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي تنسجم مع الدور التاريخي الذي لطالما لعبته بكركي في خلال المحطات المفصلية للحياة السياسية في لبنان. بدليل أنها كانت وراء إعلان لبنان الكبير قبل قرن من الزمن، كما شاركت في مسار الاستقلال قبل أكثر من 75 عاما، وأعطت الدفع الأكبر والأهم للمطالبين بالانسحاب السوري، على وقع نداء المطارنة الموارنة الشهير في أيلول 2000 . من هذا المنطلق، تعتبر المصادر أن الهجوم الالكتروني الذي استهدف البطريرك الراعي من القاعدتين الشعبيتين للثنائي الشيعي يأتي في غير زمانه ومكانه، لأسباب عدة أولها أن هذا النداء يؤمن مصلحة لبنان، ولا يتناقض والموقف المبدئي من حيث العداوة مع اسرائيل ومساندة القضية الفلسطينية، وهو ما يعني أن ردة الفعل “الشيعية” العنيفة لا تجد لها مبررات كافية، حيث أن حياد لبنان لا يمكن أن يقفز فوق المسلمات اللبنانية، التي يرفع لواءها حزب الله ويتمسك بسلاحه تحت ستارها.

وفيما بدا الراعي شديد الحرص على أن يشرح من مقر الرئاسة الأولى تحديدا معنى الحياد وحدوده والخطوط الحمر التي لا يجوز القفز فوقها، تلفت المصادر إلى أن الهجوم على بكركي وسيدها تزامن مع لقاء جمع سفير ايران في بيروت محمد فيروزنيا مع البطريرك الراعي في الديمان، مع العلم أن الديبلوماسي الايراني المحنك اختار كلماته بعناية، حيث أعلن أن “بلاده لا تتدخل مبدئيا في شؤون لبنان”، من دون أن تفوته الاشارة إلى سروره بزيارة المقر البطريركي الصيفي في الديمان.

ولا يخفى، بحسب المصادر، أن وراء هذه الاشارات الايجابية محاولة من ايران لتأكيد كونها غير معنية بالدعوات إلى الحياد، كما باستهداف الراعي الكترونيا، مع العلم أن البطريرك الماروني كان استنكر الولاءات الخارجية ووضع اليد على الشرعية وقرارها، في اشارة مبطنة إلى طهران، قبل أن يطلق أمس موقفا صريحا يستهجن فيه “هيمنة حزب الله على القرار في لبنان”.

وأشارت المصادر إلى أن كل هذه المواقف ليست إلا رسائل ايجابية انقاذية للعهد والمحسوبين عليه، من المفترض أن تتلقفها بعبدا سريعا وتغتنم فرصتها لإعادة تعويم عهد اكتوى بنار أزمات الناس المعيشية والاقتصادية، إضافة إلى العجز السياسي من جانب الحكومة المكبلة بصراع مصالح أطرافها.