IMLebanon

تململ بيئة “الثنائي” من سياسات “الحزب”

التململ داخل بيئة الثنائي الشيعي، لاسيما عند حزب الله نتيجة التدهور السريع بالاوضاع الاقتصادية، لم يعد سراً وتم التعبير عنه في تحرّكات شعبية غاضبة في مناطق محسوبة على الطرفين كان ابرزها في الاونة الاخيرة في الضاحية الجنوبية إحتجاجاً على التقنين القاسي بالتيار الكهربائي فضلاً عن تهاوي سعر صرف الليرة مقابل الدولار وما يجرّ معه من إرتفاع جنوني بأسعار المواد الاستهلاكية.

وكشفت التحركات التي شهدتها اخيراً مناطق حزب الله تحديداً تحت عناوين معيشية منددة بانقطاع ‏الكهرباء وتكدس النفايات وارتفاع معدلات الفقر والبطالة تغييراً في مزاج البيئة الحاضنة للحزب، خصوصاً أن حكومة “مواجهة التحديات” برئاسة الرئيس حسّان دياب والمحسوبة على الضاحية الجنوبية فشلت حتى الآن في معالجة أي من الملفات التي جاءت من أجلها وهو ما زاد من النقمة الشعبية تجاهها.

هذه النقمة الشيعية تجاه حزب الله بالذات بصفته الاقوى في لبنان والذي يستطيع فرض معادلات وقرارات على السلطة تخفي خلف المطالب المعيشية “تمايزاً” بين حركة امل وحزب الله يصل الى حدّ “النقمة” من سياسات الحزب داخلياً وخارجياً على رغم محاولات إخفائها في بعض الأحيان، كما اكدت اوساط سياسية معارضة لـ”المركزية” موضحة “ان وضع الثنائي الشيعي، لاسيما حزب الله غير مُريح، فالحزب مُربك في هذه المرحلة، هو واقع بين مطرقة بيئته التي تئن تحت ضغط الدولار وإرتفاع سعره المستمر امام الليرة، وبين سندان الضغوط الاقليمية والدولية عليه والتي تزداد حدّتها بسبب العقوبات الاقتصادية وتصنيفات الدول له بالمنظمة الارهابية”.

ولفتت الى “ان حزب الله يتعامل مع هذا التململ على قاعدة “نظرية المؤامرة” من اجل تبرير افعاله. فهو يعمل الان على ابقاء بيئته تحت وهم الحصار والاستهداف والعقوبات كما يعلن امينه العام السيد حسن نصرالله في اكثر من اطلالة، لانه يخشى مع إستمرار الازمة المالية والاقتصادية الخانقة من ان تبدّل بيئته موقفها منه فيخسر دعمها، بعدما تكتشف زيف الادّعاءات لاخفاء الحقيقة خدمة لمشروع ايران وتنفيذاً لاجندتها تماماً كما بدأ يخسر دعم حلفائه المسيحيين بعدما تنصل من تنفيذ بنود تفاهم مار مخايل التي لا تناسبه لانها تصبّ في مصلحة قيام الدولة”.

ويأتي في الاطار ما قاله رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد منذ ايام “بأن اسباب الازمة في لبنان معروفة على المستوى الداخلي الا ان هناك اسبابا تتصل بالحصار المفروض على لبنان من جهات خارجية ايضا معروفة تدعم مشاريع اسرائيل التوسعية في المنطقة”.

اما حركة امل التي يسود “الغضب” في بيئتها نتيجة ما وصلت اليه البلاد بفعل السياسات الخاطئة، فلاحظت الاوساط المعارضة “ان عين التينة تحاول ان تتمايز بعض الشيء عن الحزب في عدد من المواضيع، الا ان المسؤولين في الحركة يتريثون في تحديد اي موقف بانتظار بعض التطورات، والاستحقاقات المقبلة من بينها الحياد ، مع ان الثنائي “كفّى ووفّى” في الردّ على طرح بكركي بلجوئه الى عدد من المشايخ ابرزهم المفتي الجعفري الشيخ احمد قبلان لتمرير رفضه الحياد وشنّ اعنف الحملات على الراعي”.