IMLebanon

لبنان والمفاوضات مع الصندوق: مزيد من الفرص الضائعة

يتخبط لبنان في ارضه وازماته تستولد في كل يوم ازمة ، من الخلاف السياسي بين مكوناته المنقسمة على نفسها حتى داخل الفريق الواحد كما هو الحال راهنا بين ما كان يعرف بالثامن من اذار والرابع عشر منه وما يسمى اليوم الفريق الداعم للحكومة والمعارض لها ، مرورا بالوضع المعيشي الصعب والاسعار المتفلتة في الاسواق نتيجة التلاعب الحاصل في سعر صرف الدولار، وصولا الى عدم الاتفاق بعد على مقاربة واحدة للخسائر المالية التي يفترض بلبنان مفاوضة صندوق النقد الدولي على اساسها، يبدو ان وضع البلاد يتدحرج حتما نحو الهاوية على ما حذر اكثر من مرجع محلي واجنبي واخرهم وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان الذي زار بيروت الاسبوع الماضي وكررعلى مسامع المسؤولين ما قاله قبل وصوله “ساعدوا انفسكم لنساعدكم” وباشروا بالاصلاحات.

والغريب العجيب ان الحكم والحكومة وعلى رغم ادراكهما لهذا الواقع المزري والمؤلم الذي بلغه الحال في لبنان ماضيان في الخلاف على جنس الملائكة وعاجزان عن الاتفاق على مقاربة واحدة للخسائر المالية للدولة، ما دفع بصندوق النقد الدولي الى الطلب من وفده المفاوض للفريق اللبناني تعليق الاجتماعات الى حين توافق اللبنانيين على رؤية مالية موحدة لما ترزح تحته الدولة اللبنانية من اعباء مالية وسبل المساعدة لتجاوزها.

وما يزيد الطين بلة وتأخر لبنان عن سلوك درب الانقاذ ليس عدم توافق الفريق اللبناني المفاوض على حجم الخسائر وحسب، انما مغادرة الوفد الدولي المفاوض بيروت طيلة شهر اب المقبل لقضاء اجازته السنوية، ما يضيع على لبنان المزيد من الفرص والوقت الذي يحتاجه للنهوض خصوصا وانه احوج ما يكون اليوم الى هذا الاتفاق الذي يوفر له الفرصة للتصالح مع نفسه ومع العالم على ما يقول النائب والخبير المالي النائب نقولا نحاس الذي يضيف لـ “المركزية” ان الخلاف اللبناني على الخسائر طبيعي ان يعكس تباعدا في الرؤية المستقبلية للواقع المالي والاقتصادي اذ ان خطة التعافي التي وضعتها الحكومة تحمل الكثير من التناقضات بين بنودها وعدم التلاقي في النظرة لسبل النهوض والاسس الواجبة واعتمادها في بناء اقتصاد الغد.