IMLebanon

“إشعال فتيل أزمة كبرى في لبنان”… فهل انتهى الطائف؟

اذا كان رئيس الجمهورية ميشال عون قد اشار الجمعة الى اننا امام تغييرات، وهنا يبدأ الكلام عن نظام جديد لذلك، وهو كلام أعقب طرح الرئيس الفرنسي بعقد سياسي جديد في لبنان، خصوصاً انّ النظام القائم قد انهار على حد قوله، فإنّ هذا الطرح أحيط بتساؤلات كبرى، تمحورت كلها حول اتفاق الطائف وما إذا كان المقصود بالطرح الفرنسي الذهاب الى طائف جديد؟

وفي هذا السياق، قالت مصادر سياسية سنيّة (من “14 آذار”) لـ”الجمهورية” انّ “طرح ماكرون مفاجىء، يُدغدغ من جهة مشاعر فئة من اللبنانيين، لكنه في الوقت نفسه يستفزّ فئة أخرى، ما يعني انّ الرئيس الفرنسي من خلال هذا الطرح، وبدل ان يكون حلاً للمشكلة اللبنانية، يصبّ الزيت على نار الأزمة ويعمّق الانقسام الداخلي أكثر، ويعقّد هذه المشكلة أكثر فأكثر”.

وفيما عبّرت اوساط حكومية عن تحفظّها الشديد حيال المَسّ بالطائف، قالت لـ”الجمهورية” إنها فوجئت بالطرح الفرنسي، ولم تتلق اي إيضاحات حول المقصود بهذا الطرح في هذا الوقت بالذات.

وفي رأي هذه الاوساط إنّ طرحَ ماكرون عقداً سياسياً جديداً ليس في مكانه ولا زمانه، في الوقت التي يشهد لبنان اكبر فاجعة انسانية في تاريخه. وإن كان المقصود هو الطائف، فهذا يعني انّ الطرح الفرنسي ساقط سلفاً، فالطائف كلّف ما كلّف اللبنانيين من أثمان للوصول إليه برعاية عربية ودولية، وهو الدستور الذي يحكم البلد، ولا نعتقد انّ هناك انقلاباً في الموقف الدولي على الطائف او التسليم بأنه انهار ولم يعد ملائماً للوضع اللبناني”.

ورداً على سؤال حول طَرح ماكرون البَدء بعقد سياسي جديد، قال أحد رؤساء الحكومات السابقين لـ”الجمهورية”: نحن نقدّر اللهفة والعاطفة اللتين أبداهما الرئيس الفرنسي تجاه لبنان، ولا نعتقد انه يقصد تغيير الطائف، لأنّه يعرف انّ المَس بالطائف معناه إشعال فتيل أزمة كبرى في لبنان الى جانب ما يعانيه من أزمات اقتصادية ومالية، فضلاً عن الازمة الكبرى التي حلّت به جرّاء انفجار مرفأ بيروت.

وخَلص الرئيس المذكور الى السؤال: لنفترض انّ ماكرون يقصد تغيير الطائف، فهل انّ العرب، وتحديداً المملكة العربية السعودية، تؤيّد هذا الطرح، ثم ماذا عن الأميركيّين؟ فهل هم في جَو الطرح الفرنسي؟ وهل يقبلون بنسف الطائف؟ بالتأكيد انّ الجواب عند ماكرون.