IMLebanon

هل تخفي المساعدات الدولية تدخلاً عسكرياً في لبنان؟

أبحرت حاملة المروحيات “تونير” التابعة للبحرية الفرنسية، من مرفأ طولون جنوب شرقي فرنسا متّجهة إلى لبنان، محمّلة بموارد مادية وبشرية للمساعدة فى رفع الأنقاض الناجمة عن الانفجار الضخم الذي دمّر أجزاء كبيرة من العاصمة بيروت.

وانطلقت السفينة وعلى متنها نحو 700 عسكري وعدة أطنان من التجهيزات من مرفأ طولون، ومن المتوقّع أن تصل إلى المياه الإقليمية اللبنانية الخميس، وفق القوات البحرية الفرنسية. كذلك تنقل السفينة “مجموعة هندسة تابعة لسلاح البر تضم نحو 350 شخصا”، كما “فرقة غطاسين تابعة للبحرية الوطنية متخصصة فى تفكيك القنابل ولديها القدرة على العمل تحت سطح البحر والتحقيق فى المناطق المرفئية”، وذلك للمساعدة فى الأعمال الجارية فى مرفأ بيروت الذي تحوّل إلى ركام جراء انفجار وقع الثلاثاء ودمّر أجزاء كبيرة من العاصمة اللبنانية. وأعلنت وزيرة الجيوش الفرنسية فى بيان أن السفينة تنقل أيضا “قدرات استطلاع بحري” من البحرية الفرنسية، كذلك تنقل وسائل إنزال برمائي ومروحيات عسكرية.

وتوقف المحللون الذين يتابعون عن كثب الهجوم على مرفأ بيروت، والذي اعتبره البعض هجوما خارجيا، تمّ بسلاح “جديد” مرتبط بطريقة او بأخرى بسلسلة الحرائق الغريبة التي تضرب المنطقة منذ أكثر من شهر في سوريا والعراق وإيران، عند نقطة مهمة وهي أنه تحت غطاء المساعدات الإنسانية، هناك انتشار مسلح مثير للفضول في لبنان، حتى ان البعض منهم ذهب في تحليله الى فرضية تسليم لبنان الى حلف الناتو والولايات المتحدة واسرائيل تحت غطاء المساعدات الانسانية. فما صحة هذه التحليلات؟

وقال العميد المتقاعد الدكتور هشام جابر لـ”المركزية”: “لا اعتقد ان التحليلات صحيحة، لأن أحداً لم يطلب تدخلاً عسكرياً، ولا حتّى فرنسا في وارد ان تتدخل عسكرياً”. مضيفاً: “لم اتأكد انها حاملة طائرات، سمعت انها بارجة تحمل اكثر من 600 بحار ومهندس وخبراء، جاءت كي تترجم مساعداتها الى لبنان بخبرات فرنسية بوجود مساعدة ميدانية على الارض، ولكن ليست عسكرية”.

وأضاف: “بعض الخبراء يقولون ان فرنسا لها مصلحة، خاصة في ظل الصراع التركي- الفرنسي في ما يتعلق بليبيا. واليوم رأينا هجوما عاطفيا تركيا بالمساعدات على لبنان، وفرنسا تعتبر ان تركيا لا علاقة لها بلبنان، فهي طردت تركيا منذ اتفاقية سايكس بيكو، وهنا نتحدث عن الحضور السياسي وليس العسكري، وهذا يفسر اندفاع فرنسا ومساعداتها”.

وتابع: “لا يمكننا ان ننكر ان هناك تنافسا تركيا -فرنسيا على الارض اللبنانية، لكن طالما هو تنافس ايجابي، فهذا جيد، شرط الا يتحول الى صراع يضرّ لبنان. واتمنى على كل هذه الدول العظمى التي تحمست وعقدت المؤتمر الدولي لدعم بيروت والشعب اللبناني ان تتنافس ايجابياً على لبنان، لا ان تحوله الى ساحة صراع في ما بينها، وكل هذه الدول لديها نفوذ ولديهم جماعتهم في لبنان، لا يمكن لأحد ان ينكر وضع لبنان الديمغرافي والجغرافيا. فالتاريخ والجغرافيا حكموا مصيرنا، لذلك فهذا الوجود الفرنسي العسكري سواء كان حاملة طائرات او بارجة بحرية كبيرة، الامر سيان، لكن فرنسا لم تأت لتستعمل طائراتها في عمليات حربية حتماً، مستبعداً وضع اليد عسكريا على المرفأ”.