IMLebanon

لا احتفال في ذكرى إخفاء الصدر وكلمة بري شاملة ودقيقة

تكتسب قضية إخفاء الإمام السيد موسى الصدر ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين، أهمية فائقة، أولاً لأنها ذات طابع وطني، تبعاً لشخصية الإمام الصدر المحورية الجامعة لكل لبنان قولاً وفعلاً، وثانياً بسبب مظلومية وغرابة جرم الخطف أو الإخفاء القسري الذي أقدم عليه معمر القذافي ونظامه في آب 1978، الى جانب سقوط النظام، والأمل بالحصول على معلومات توصل إلى مكان إحتجاز الإمام ورفيقيه، وفق ما ذكرت لجنة المتابعة الرسمية لقضية إخفاء الإمام موسى الصدر ورفيقيه.

كان الامام الصدر، باعتراف الجميع، داعية حوار حقيقيا، ونموذجاً يحتذى في الترفع عن المطالب والإبتعاد عن أي شبهة فساد وصاحب رؤية بعيدة الأفق في الزمن، عميقة في جذور الإنتماء إلى الوطن، وتشجيع قواعد المساواة والعدالة الإجتماعية، وبناء الدولة الحديثة الراعية والواعية، وحامل هموم وأوجاع الناس، ومعهم هموم الوطن بـأسره، من جنوبه “المحترق” إلى شماله وبقاعه “المظلومين” إنمائياً. وكل عام تحيي حركة “أمل” الذكرى بمهرجان شعبي، إلا أن هذه السنة سيكون مختلفاً نظراً للتعبئة العامة التي فرضها تفشي وباء “كورونا”. فكيف سيتم إحياء الذكرى؟

عضو كتلة “التنمية والتحرير” النائب قاسم هاشم قال لـ”المركزية”: “هذه السنة هناك ظرف استثنائي، لن يكون هناك لقاء شعبي، ومن المرجح ان تقتصر المناسبة على كلمة لرئيس المجلس النيابي نبيه بري”، لافتاً إلى “أن الكلمة ستتمحور حول الامام وقضيته، كما ستتطرق حكماً إلى الوضع الداخلي اللبناني وارتباطه بكل ما هو متعلق به من قضايا المنطقة، عربياً وإقليمياً، وكلمته ككل عام ستكون واسعة وشاملة ودقيقة وتقارب كل المواضيع”.

وعن التوتر الذي حصل بين مناصري “امل” و”حزب الله” او ما سمي اعلامياً بـ”حرب اللافتات”، أجاب هاشم: “التباينات او بعض الاشكاليات العابرة لا تبدل في حقيقة العلاقة وجوهرها وهي متماهية الى ابعد درجة في كل القضايا خصوصاً في هذه المرحلة”.

وهل أطفأ بري محركاته ويئس من الملف الحكومي، قال: “كلا بل هو مستاء مما آلت اليه الامور والاستهتار الذي يبديه البعض حيال معالجة القضايا وكأننا في وضع عادي في حين أننا في مرحلة استثنائية دقيقة من عمر البلد تحتم اتخاذ قرارات استثنائية والتفتيش عن مساحة مشتركة بين كل الفرقاء”.

هل وصلنا الى حائط مسدود، أوضح: “لا، لم ولن نصل ابدا الى حائط مسدود، ما دام هناك امل وقيادات قادرة ان تفتح كوة في جدار الازمة”، مشدداً على “أن هناك دائماً رهانا وطنيا وعربيا على دور الرئيس بري الاستثنائي، الذي لم يقصّر يوما بواجبه الوطني والدستوري تجاه كل القضايا والازمات ومقاربتها من زاوية المصلحة الوطنية الجامعة. واليوم الازمة تأخذ من جهده كثيرا للتفتيش عن الحلول والمساهمة في عملية الانقاذ ودائما هو الاطفائي الذي لطالما راهن عليه اللبنانيون في كل الازمات”. واضاف: “علينا ان نبقى دائما على تفاؤلنا، ما دامت الاتصالات والمشاورات مستمرة على اكثر من مستوى وقناة، فإن امكانية الوصول الى ايجاد نافذة في اقرب وقت ما زال موجوداً”.

واعتبر هاشم “ان اكبر ازمة تهددنا اضافة الى ازماتنا الاقتصادية هي الوضع الصحي نتيجة تفشي وباء كورونا وزيادة اعداد المصابين”، عازياً السبب الى “الاستهتار وعدم الالتزام بالاجراءات والتدابير”، مشيراً إلى “ان في حال استمر الاستهتار بهذا الشكل، فنحن ذاهبون الى ما هو اسوأ وما ينذر بالكثير من الازمات الصحية المفتوحة على مزيد من التدهور الذي قد يأخذنا الى مكان نحن في غنى عنه في ظل الظروف التي نمر بها”.