IMLebanon

من يعرقل عودة النازحين؟

تحوّلت مخيمات النازحين واللاجئين الى بؤر أمنية وملجأ للفارين من العدالة ومقر لعدد من الارهابيين الذين اتخذوا منها مواقع لخلايا نائمة ويستغلون الوضع المعيشي السيئ للفلسطينيين ويستخدمونهم لتنفيذ عمليات ارهابية غب الطلب.  لذا لا بد من ضبط المخيمات والعمل على وضع خريطة طريق لعودة النازحين الى بلادهم خاصة بعدما تبيّن  ان هناك من يحاول توظيفهم في مشاريع سياسية محلية، حتى ان البعض يتحدث عن عمليات تهريب البشر والتسلل والدخول غير الشرعي لبعضهم الى لبنان. فما هي المستجدات حول الملفين وما هي الخطوات التي يزمع ان يقوم بها الحراك لمعالجة هاتين القضيتين؟

واعتبر الخبير في السياسات العامة زياد الصائغ عبر “المركزية” ان “المنظومة السياسية بقدر ما أثبتت فشلها وفسادها في القضايا المالية والاقتصادية – الاجتماعية، بالقدر عينه تلاعبت بديماغوجيا، وشعبوية، وسياسوية، وارتجال مع قضيتي اللاجئين الفلسطينيين والنازحين من سوريا وبالتالي اغتيال كل حوكمة سليمة توازن بين الانساني والسيادي والديبلوماسي في هذا السياق الدقيق”.

وشدّد الصائغ على ان “مسار عودة اللاجئين الفلسطينيين، في ظل ما اصطلح على تسميته بـ”صفقة القرن”، لا يستقيم سوى في إعادة إنتاج قواعد الاشتباك الدبلوماسي حول حق العودة مع اسرائيل وهذا يتطلّب إنجاز ملف ديبلوماسي متكامِل، لم تقُم به المنظومة حتّى الآن لغاية في نفس يعقوب”.

ويستطرد الصائغ عن عودة النازحين إلى سوريا متسائلاً: “لِمَ لَم يُسمَح حتى الآن بعودة أكثر من 300،000 نازح سوري الى القلمون الغربي، والزبداني والقُصَير؟ من يمنع ذلك؟ ولأي أهداف ديموغرافية؟ ومن يعرقل إنشاء مراكز إيواء مؤقتة حدودية برعاية أممية تمهيداً للعودة؟”

ويقول الصائغ في هذا الاطار: “خطة عودة النازحين التي أقرّتها الحكومة اللبنانية منذ شهر ونصف تبسيطية تسطيحية وتغيب فيها الديبلوماسية اللبنانية، وهذا كان أحد عناصر الاعتراض التي أدّت الى استقالة وزير الخارجية والمغتربين فيها ناصيف حتّي”.

وعن التخوّف من تحرّك خلايا نائمة في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين، يسأل الصائغ: “من مَنَع حتى الآن نزع السّلاح الفلسطيني خارج المخيّمات وداخلها بحجج متعدّدة؟ ومن أصرّ على عدم السّماح للدّولة اللبنانية ببسط سيادتها كاملة على المخيمات كما على كلّ أراضيها؟ وهل يعلم الرأي العام ارتباطات “التصويب على هاتين المسألتين في هذا التوقيت وما يستدعي من تفكير هادئ، وتحسّس غاياته لِحَرف الأنظار عن قضايا أخطر”.

وختم الصائغ: “قضيّتا اللاجئين الفلسطينيين والنّازحين السّوريين في صميم نقاشات مجموعات عدّة في الثورة. والسياسة العامة المتكاملة لمعالجتهما قائمة وموجودة كما كل البدائل القطاعية والبنيوية، وقِناع شدّ العَصَب الطائفي والمذهبي بناء على هاتين القضيتين لم يعد ينطلي على أحد، وحتى في المواجهة الديبلوماسية المطلوب سياسة خارجية تحفظ أمن لبنان القومي والأمان الإنساني بعيداً من الشعارات الممجوجة”.  وردّد الصائغ: “الحوكمة والحوكمة والحوكمة هنا بيت القصيد”.