IMLebanon

المبادرة الفرنسية تبقي لبنان في غرفة الإنعاش!

يلتقي الجميع على ان المبادرة الفرنسية في لبنان لا تنطوي على الحل النهائي والمستدام للأزمة اللبنانية التي تجرجر أذيالها منذ سنوات طويلة وتحديدا منذ نشأة ما يعرف بالجمهورية الثانية اي بعد اتفاق الطائف، كون المشكلات المتراكمة من هدر وفساد وسوء ادارة ليس وليد الحكومات المتعاقبة وما ارتكبه وزراؤها وحسب انما هي نتيجة ازمة نظام قائم على المحاصصة الطائفية والمذهبية والسياسية ادت الى ما ادت اليه من تجاوزات وتكريس اعراف على حساب الدستور والقوانين .

من هنا تقول اوساط سياسية معارضة لـ”المركزية” إن الادارة الفرنسية، وعلى رأسها الرئيس ايمانويل ماكرون، تدرك جيدا ان تشكيل “حكومة المهمة” في لبنان التي دعت الى قيامها برئاسة مصطفى اديب سواء نجح في هذه المهمة المسندة اليه من اجل وقف الهدر والفساد وتحقيق الاصلاح المنشود ام لا ليست هي الحل انما بمثابة عملية انعاش للبنان الذي يعاني السقوط والموت كدولة وكيان في حال بقائه في هذه  الوضعية من التدحرج السريع نحو الانهيار الكلي ماليا ومعيشيا وأمنيا.

وتضيف: “إن الرئيس ماكرون يعلم ايضا ان حزب الله يسيطر على مفاصل الدولة في لبنان ويتحكم بقرار السلم والحرب، وهو عوض ان يحضه على تسليم سلاحه ويقنع قياداته التي التقاها اثناء زيارتيه الاولى والثانية لبيروت، تجنب التطرق الى هذا الموضوع لا بل حاول اقناع العالم بضرورة التعايش مع هذا الامر معتبرا اياه شأنا داخليا ومن غير الجائز اقحام فرنسا به”.

لذا تتوقع الاوساط أن “يقتصر الدور الفرنسي المساعد في لبنان على ابقاء هذا البلد في غرفة الانعاش والحؤول دون موته واندثاره كدولة وكيان وذلك تحت عنوان “ان لم يكن ما تريد ارد ما يكون” بمعنى انها ستبقي على خلية الازمة التي شكلتها لمتابعة مبادرتها في لبنان “شغالة” وعاملة على تذليل العقبات متبعة سياسة “العصا والجزرة” حينا وغض الطرف احيانا كما فعلت مع عدم التزام القيادات بفرصة الاسبوعين لتشكيل الحكومة وتمسكها بمبدأ المداورة في الحقائب الوزارية الاساسية وذلك على رغم الوعود التي قطعتها للرئيس ماكرون بالذات، وذلك في انتظار تبيان الخيط الابيض من الاسود في عملية السلام التي تتولى الادارة الاميركية تعبيد طريقها عبر بعض الدول العربية والخليجية من جهة والمفاوضات الجارية، وإن تحت الطاولة، مع الجمهورية الاسلامية الايرانية والتي تقوم فرنسا ماكرون بتقريب وجهات النظر فيها باعتبار ان المسار النهائي لهاتين المحطتين من شأنه ان ينسحب على دول المنطقة بأسرها ومنها لبنان بالطبع، كونه الاكثر تأثيرا وتأثرا بهما ان من خلال الوجود الفلسطيني على ارضه او لكون حزب الله مكونا اساسيا من مكوناته.