IMLebanon

الاحجام العربي-الخليجي عن لبنان: منع “الحزب” من “استثمار” التطبيع!

في خضم الطحشة الدولية تجاه لبنان والتي برزت بشكل اوسع عقب انفجار مرفأ بيروت في الرابع من اب الفائت، بدا لافتاً “إستمرار” الغياب الخليجي عن المشهد الداخلي من خلال الاحجام عن اعطاء مواقف متلاحقة من المسائل اللبنانية المطروحة على بساط النقاش الدولي على عكس الفترات السابقة.

فما يجري على صعيد تشكيل الحكومة مثلاً هو عيّنة صغيرة عن الإنكفاء الخليجي عن لبنان. فعند كل استحقاق حكومي كانت تصوّب انتينات الاتصالات باتّجاه الدول الخليجية، وتحديداً السعودية بصفتها المرجعية الاسلامية السنّية لرئيس الحكومة لرصد موقفها من المشاورات، لكن الامر بات شبه معدوم اليوم وتكاد الحركة الخليجية، خصوصاً السعودية محصورة بنشاطات سفيرها في لبنان وليد بخاري ولقاءاته المتنوّعة التي يُجريها في مقره في اليرزة من دون ان تصدر عنها مواقف “حاسمة” تجاه ما يجري في لبنان.

اوساط دبلوماسية عربية عزت عبر “المركزية” هذا الانكفاء الخليجي عن لبنان، لا سيما من جانب السعودية الى انهماكها بالتطورات في المنطقة ومواجهة النفوذ الايراني وبمرحلة التطبيع مع الاسرائيلي قبل عودة ادارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب الى المنطقة بقوّة بعد الانتخابات الاميركية في مطلع تشرين الثاني اذا فاز”.

فقطار “اتّفاق ابراهيم” للسلام مع اسرائيل الذي انطلق من محطة الامارات ثم البحرين وسط توقّعات بان تكون الكويت محطته الثالثة بات شاغل دول الخليج ويتصدّر يومياتها، خصوصاً لجهة ترجمة اتّفاق السلام باتّقاقات اقتصادية ومشاريع انمائية مشتركة، وهوما بدأ فعلياً بين ابوظبي وتل ابيب كان اخرها امس بتوقيع اتّفاق حول دور السينما.

وفي مقابل هذا الانكفاء الخليجي عن لبنان بسبب إنشغاله بمرحلة التطبيع، برز ايضاً غياب جامعة الدول العربية عن مشهدية التطبيع وكأنها “نأت بنفسها” عن التعليق.

فلا بيان رسمياً صدر عنها يدين تطبيع بعض اعضائها مع اسرائيل، وهو ما يُفهم منه ان ما يجري خليجياً سينسحب على الدول العربية التي كانت حتى الامس القريب في صفوف دول المواجهة للعدو.

وفي الاطار، سألت الاوساط الدبلوماسية عن موقف الجامعة العربية مما يجري وكأن الصراع العربي-الاسرائيلي بدأ يتلاشى”؟ وقالت “يبدو ان الادوار بدأت تنقلب. دول المواجهة ذاهبة نحو التطبيع في حين ان دول المساندة كلبنان الذي استضاف الفلسطينيين عام 1970 بكثافة بعد المواجهات في الاردن يواصل مسيرة الصمود والمقاومة والتصدي للعدو”.

من هنا، اعتبرت الاوساط “ان الاحجام الخليجي وحتى العربي عن لبنان سببه سبحة التطبيع التي يبدو انها ستكرّ. لذلك تمتنع عن الدخول الى المشهد اللبناني المتأزّم خشية إبتزازها من الجانب الايراني عبر حزب الله وإمطارها بالمواقف “الشعبوية” كمثل بيع القضية المركزية للعرب وبقاء ايران وحيدة في ميدان المقاومة والصمود”. ولفتت الى “ان العودة العربية والخليجية، خصوصاً السعودية الى الاستحقاقات اللبنانية لن يتم الا بالتنسيق مع الادارة الاميركية التي تقود المواجهة مع ايران وتنفّذ استراتيجية وقف نفوذها في المنطقة”.