IMLebanon

انطلاق الدراسة في بعلبك دونه عقبات.. لا دواء ولا طوابع!

كتب عيسى يحيى في صحيفة نداء الوطن:

العام الدراسي في البقاع إنطلق على وقع الأوضاع المعيشية السيّئة التي تقضّ مضاجع كثيرين من أهالي الطلاب، وعدم قدرتهم حتى الآن على دفع رسوم التسجيل أو شراء المستلزمات المدرسية من قرطاسية وكتب، فيما أرسل البعض الآخر أولاده إلى المدرسة وعمل بالمثل القائل:”جود من الموجود”، مُعتمداً على لوازم وثياب السنة الماضية. ومنذ اليوم الأول، التفاوت في الإلتزام بقرار وزير التربية بدا واضحاً، حيث فتحت بعض المدارس أمام تلاميذ صفوف الشهادات المتوسطة والثانوية بكافة فروعها، في حين إستقبلت مدارس اخرى لاسيما الخاصة منها، جميع الصفوف في كافة المراحل، مع الإلتزام بالإجراءات الوقائية لجهة التباعد الإجتماعي وإرتداء الكمّامة والتعقيم عند الدخول وخلال أوقات الدوام، وقسّمت الصفوف للإنطلاق بالتعليم المدمج الذي يجمع التعليم الحضوري وعن بُعد. واتّخذت بعض المدارس لا سيما الإسلامية منها والتابعة لـ”حزب الله” قراراً قضى باعتماد التعليم عن بعد في الفصل الأول حتى نهاية العام الحالي.

كورونياً، لا تزال منطقة بعلبك الهرمل في مأمن من انتشار الفيروس حيث تسجل القرى والبلدات عدد إصابات منخفضاً مقارنة مع المناطق الأخرى، وشمل قرار وزير الداخلية والبلديات بالإقفال بلدةً واحدة في بعلبك الهرمل هي منطقة حوش الرافقة غربي بعلبك، وقد التزمت الإقفال والإجراءات المتّخذة للتغّلب على الجائحة والحدّ من إنتشار العدوى، وأجريت فحوصات لعدد من المخالطين لمصابين في بعلبك في مبنى إتحاد البلديات.

وفيما لا تزال الجائحة عند حدودها المنخفضة، واجه الناس كما كل المناطق، أزمة فقدان الدواء في صيدليات البقاع والتي أقفل عدد منها إلتزاماً بالإضراب الذي نفّذ على الأراضي اللبنانية كافة. فمنذ أكثر من شهر ونصف الشهر، تمتنع الصيدليات عن بيع أي دواء إلا علبة واحدة فقط، حتى “البنادول” مفقود، وهو أرخص دواء ولا يخلو من أي بيت، يستعمله اللبناني لكافة الأوجاع في هذه الظروف الصعبة.

أكثر من عشر صيدليات جال عليها علي خ. حتى حصل على دواء مزمن لوالده، وقال لـ”نداء الوطن”: “ما يحصل هو كفر وإذلال للمواطنين، فحتّى الدواء أصبح ممنوعاً علينا، ولا يمكن أن يمضي يومٌ من دون أن يتناول والدي دواءه، فكفى إتجاراً بحياة الناس، معظم السلع أصبحت بعيدة عن متناول أيدينا ولا نستطيع شراءها بسبب الغلاء، فإاتركوا لنا الدواء لنبقى على قيد الحياة”، واعتبر أنّ أصحاب بعض الصيدليات أصبحوا تجّاراً يحتكرون السلع.

لا طوابع

أزمة الدواء تقابلها في بعلبك ـ الهرمل أزمة طوابع حيث فقدت من المكتبات ومراكز البيع، ووصل سعر الطابع إلى ثلاثة آلاف ليرة، وذلك في ظلّ إقبال المواطنين على تصديق المعاملات لا سيما الإفادات المدرسية والحصول على إخراجات قيد.

وأصدرت “رابطة مختاري قضاء بعلبك” بياناً إشتكت فيه من “فقدان الطوابع الأميرية من المكاتب والمراكز المرخّصة لبيع الطوابع الأميرية، ما تسبّب بشلل في حركة إنجاز المعاملات أو الإستحصال على المستندات التي تتطلّب الحصول على طوابع، وأصبح المختار مُحرجاً بشراء الطوابع من السوق السوداء لتلبية حاجة المواطنين، هذا إن توفرت.

وطالب البيان”بتأمين الطوابع قريباً وإلّا سنضطرّ آسفين إلى رفع الصوت واتّخاذ خطوات قد تصل إلى إعلان إضراب المخاتير وتوقّف العمل في أقلام النفوس. وأكّد أنّها صرخة “للوقوف إلى جانب أهلنا المواطنين في بعلبك”، سائلاً:”ألا يكفيهم الأزمة الاقتصادية الراهنة وغياب السلطة عن تأمين الحاجات الأساسية”؟