IMLebanon

لبنان “يُعارِك” لتأليف  حكومةِ تَفادي… المصير الأسود

 

… تولَد غداً، تولَد الأسبوع المقبل، لن تولَد في المدى المنظور. سيناريوهات لمسار تأليف الحكومة اللبنانية الجديدة تؤشر إلى «الرياحَ المتعاكسةَ» التي تتقاذفه تفاؤلاً وتشاؤماً، وبين بين، والتي تؤشر إلى أن أحداً لا يتجرّأ على أن يتصدّر واجهةَ عرقلةِ قيام حكومةٍ انطلقتْ على أساس «بروفيل» فرنسي من ثلاثي «اختصاصيين، مستقلين، لا تسمّيهم الأحزاب» قبل أن «تتلبْنن» بفعل خبرةِ المُمْسِكين باللعبة محلياً في امتهانِ سياسة «النَفَس الطويل» وإمرار «العواصف» لتصبح البلادُ أمام تشكيلةٍ على طريقة «الجود من الموجود».وعلى عَكْسِ العالم الذي ضُبطت «ساعتُه» على توقيت نهاية السباق الى البيت الأبيض، بدتْ بيروت في «دفْن رأسها» بالرمال الحكومية، وكأنّها «تُكابِر» في تصغيرِ حجم الاهتمام بمآل الانتخابات الأميركية التي ستترك نتائجُها بالتأكيد تأثيراتٍ على لبنان المربوطِ بـ «صاعق» المواجهة بين واشنطن وطهران والاتجاهاتِ التي قد تأخذها، والذي بات في عين مسار غير مسبوق من العقوبات الزاجرة التي أطلقتها إدارة الرئيس دونالد ترامب بحق «حزب الله» وحلفاء له.

وبعدما تَعَذَّر على الرئيس المكلف سعد الحريري تشكيل حكومته قبل الانتخابات الأميركية، خشية استخدام حصيلتها بإدخال التأليف في مدارٍ من التشدّد أو زيادةِ الشهيات على إغراق التشكيلة المنتظَرة في مُحاصَصةٍ «مُجَرَّبة» ومُخَرِّبة لِما بقي من المبادرة الفرنسية، عاش لبنان أجواء متضاربةً في ما خص عملية التأليف، رواحتْ بين أنها صارت في خواتيمها التي تشي بولادتها بحلول يوم غد، وبين أنها تجاوزتْ قطوعَ العرقلة التي اتُّهم بها رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل وعادت إلى السكة ولكن ليس لدرجة توقُّع أن تبصر الحكومة النور في اليومين المقبلين، وصولاً إلى اعتبار البعض أن التعقيدات الباقية هي كمائن حقيقية يمكن أن تنسف كل ما يُبنى على طريقة «الخطوة خطوة» ما لم تتم إدارةُ تفكيكها بعناية.

 

على أنه ومن خلف «غبار» المناخاتِ «المُلْتبسة»، أمكن التقاطُ «خط بياني» يفيد بأنّ تلويحَ الحريري بتقديمَ تشكيلةِ أمرٍ واقعٍ إلى الرئيس ميشال عون، رداً على محاولة إعادة عجلة المفاوضات إلى النقطة صفر، وهو ما رُبط بدخول باسيل على الخطّ (رغم نفي الأخير والقصر الرئاسي لذلك)، ساهَمَ في استدراجٍ اتصالاتٍ وتدخلات بينها من رئيس البرلمان نبيه بري أفضتْ إلى فرْملة هبّة التشاؤم المفرط والتقاط «الطبّاخين» أنفاسهم واستئناف العمل على أساس الحكومة التي يفضّلها الحريري أي من 18 وزيراً والتي بدا أن رئيس الجمهورية عاد للموافقة عليها مبدئياً، لتبقى أكثر من نقطة عالقة لجهة توزيع الحقائب التي يريدها الرئيس المكلّف وفق «قِسْمةٍ» على الطوائف وليس القوى السياسية يستتبعها تَوافُقٌ على آلية لاختيار الأسماء تحكمها «المعاملة بالمثل» لجهة كيفية تزكية أسماء الاختصاصيين وdose تدخّل الأطراف السياسيين في تسميتهم.

واذ كانت معلومات لا تستبعد أن يزور الحريري اليوم، عون، وفي جعبته صيغة أولية ليتم في ضوئها توزيع الحقائب على الطوائف، أكد أكثر من طرف أن حقائب الطاقة والصحة والأشغال مازالت في دائرة الأخذ والردّ إلى جانب كيفية إرضاء بعض القوى ولو من حصص في طوائف أخرى في إطار هنْدسةٍ تتحايل على الثلث المعطّل الذي لا يغيب عن حسابات أطراف وازنة.