IMLebanon

هبات تبخرت… عتب عراقي على لبنان: لا ثقة بالمسؤولين

شكّل انفجار مرفأ بيروت صدمة على الصعيدين المحلي والعالمي، جراء الدمار الهائل الذي لحق بالبشر والحجر، فسارعت الدول الى تقديم المساعدات العينية والمالية. وعلى الفور أعلنت “هيومن رايتس ووتش” إنه يتعيّن على المانحين الدوليين الذين استجابوا، أن يضمنوا أن مساعداتهم تؤمن حماية مباشرة وفورية لحقوق المتضررين. عليهم ألا يصرفوا المساعدات، بما في ذلك تلك المخصصة للسكن والطعام والرعاية الصحية، مباشرة إلى الحكومة اللبنانية نظرا إلى عدم قدرتها على ضمان هذه الحقوق. وبدلا من ذلك، ينبغي أن تذهب الأموال مباشرة إلى الذين يحتاجون إليها أو إلى المنظمات التي لديها رغبة وقدرة على تقديم خدمات عاجلة في الميدان. يمكن تحقيق ذلك عبر هيئة تعمل بشفافية ولديها تفويض واضح بحماية الحقوق مثل ائتلاف (كونسورتيوم) يكون فيه لمنظمات المجتمع المدني اللبنانية المستقلة دور واضح في صنع القرار والإشراف”. ووضعت كل المساعدات بتصرف الجيش الذي تولى توزيعه على الجمعيات الاهلية كي تقوم بتوزيعه على المتضررين.

وفي السياق، كشفت اوساط دبلوماسية عربية لـ”المركزية” عن استياء وعتب عراقي مما أصاب كميات الطحين التي قدمها العراق للبنان لمساعدة اللبنانيين رغم الوضع الدقيق والصعب الذي يعيشه العراق، فأهملت السلطات الهبة وجرى تخزينها بطريقة عشوائية في المدينة الرياضية حيث تعرضت للتلف جراء المياه والحشرات والرطوبة، فلم يستفد منها اللبنانيون ولا العراقيون، وجاء العذر الذي قدمته الدولة أقبح من الذنب”. رغم ذلك، أكدت الاوساط “حرص العراق على مساعدة ودعم لبنان والسعي كي لا ينهار هذا البلد العربي بسبب التدخلات الخارجية، لأن لبنان يعاني كما العراق من الضغط الايراني حيث تستخدم ايران العراق كوسيلة ضغط لمواجهة اميركا تماماً كما لبنان”.

وسألت الاوساط عن سبب هدر المساعدات رغم حاجة لبنان لها ولماذا لم يتم توزيعها على المطاحن والافران ولماذا لم تخزن بشكل سليم، مؤكدة “أنها جريمة جديدة ترتكبها الدولة بحقّ مواطنيها وعلاقاتها مع الدول الخارجية، تفضح مزيداً من الإهمال الوظيفي والعجز. ولم تكتفِ السلطة بنهب أموال الشعب وتجويعه وتهجيره، بل مضت في ممارساتها وسوء إدارتها، وعمدت إلى حرمان لبنانيين من مساعدات وهبات هي من حقهم”. ونقل احد السياسيين “ان الخارج لم يعد يثق بالمسؤولين اللبنانيين، وهذا ما اكده الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون عندما زار المناطق المتضررة من الانفجار واعلن للمتضررين ان المساعدات ستصل اليهم مباشرة وليس عبر الدولة”.

وأضافت الاوساط: “مساعدات كثيرة اخرى “تبخرت”قدمتها دول فقيرة رغبت بمساندة لبنان في محنته رغم ظروفها الصعبة، كالشاي السيلاني والسمك الموريتاني واللابتوبات للمدارس الرسمية بالاضافة الى الاموال التي وصلت لإصلاح 500 شقة متضررة في الاشرفية وغيرها من المساعدات التي “طارت” ما جعل الخارج يتعاطى مع الجيش والمجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية التي تتولى مهمة اعادة اعمار المنازل والمحلات المتضررة”.

ولفتت الاوساط الى “ان كبار رجال الاعمال من اصول لبنانية قدموا مساعدات مالية كبيرة للبنان للمساهمة في إعادة إعمار الابنية المتضررة، خاصة من الولايات المتحدة الاميركية واستراليا، لكن لم تظهر اي نتيجة حتى الساعة. اين ذهبت تلك الاموال. يبدو ان بعض الجمعيات غير الحكومية لا يمكن الوثوق بها، وتجب غربلتها لأن البعض منها غير نزيه على الارجح، والا فلتعلن الحقائق ومصير المساعدات.