IMLebanon

المطران طربيه في ذكرى استشهاد الرئيس معوض: لبنان بحاجة الى قادة حكماء على مثاله

في ذكرى استشهاد الرئيس رينيه معوض، أقام المطران أنطوان-شربل طربيه قداسا في كاتدرائية سيدة لبنان – هارس بارك باستراليا.

وجاء في عظة المطران طربيه:

“زمن الاستعداد لعيد الميلاد المجيد هو زمن الرجاء، حيث تردّد الأجيال أصداء أصوات الملائكة المنشدين في ليلة الميلاد: “المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام، والرجاء الصالح لبني البشر”. هذا الرجاء الصالح ليس بفكرة أو حدث، إنما هو كلمة الله الصائر إنساناً بشخص يسوع المسيح المتجسد لأجل خلاص العالم أجمع. واليوم في هذا الأحد الرابع من مسيرتنا الروحيّة والليتورجيّة نحو العيد، نتأمل ببشارة الملاك للعذراء مريم فتمتلىء قلوبنا ونفوسنا بهذا الرجاء الصالح، لأنه يقودنا إلى كلّ حقّ وصلاح. والبشارة لمريم، ليست بحدث من الماضي بل انّها تتخطى البعد التاريخي، لتدخل دوماً إلى حياة الكنيسة والمؤمنين لأن فيها نقطة وصول وانطلاق: نقطة وصول الى ملء الزمن ومجيء المخلص، وبالتالي نقطة انطلاق للحياة الجديدة والشهادة للكلمة المتجسّد.

وفي هذا الأحد ايضاً نصلي معكم جميعاً، ومع عائلة فخامة الرئيس الشهيد رينيه معوّض، كما مع عائلات الشهداء رفاقه، في الذكرى الواحد والثلاثين لاستشهادهم، وتصادف أيضاً الذكرى السابعة والسبعون لإعلان إستقلال لبنان. نصلي مع إخوتنا في حركة الإستقلال أوستراليا، لراحة نفس شهيد لبنان، وشهيد الجمهوريّة، وشهيد النزاهة الوطنيّة والموقف الحرّ. فالرئيس الشهيد لم يساوم يوماً على وطنه أو حقوق شعبه، وقف بكل جرأة بوجه التعدي على سيادة الدولة وكرامة الوطن فكان استشهاده يوم عيد الاستقلال سنة 1989 ، فروت دماءه الزكيّة أرض لبنان التي تقدست وتنقّت بدماء الشهداء أمثاله، ليبقى أرز لبنان عالياً وعلمه شامخاً. واليوم، وبعد 31 سنة على استشهاده، ما زالت الدمعة في عيون أفراد عائلته والغصّة في قلب اللبنانيين لأنهم يريدون أن يعرفوا حقيقة من قتل الرئيس رينيه معوّض ورفاقه؟ ولماذا؟ فلبنان اليوم أكثر مما مضى، بحاجة الى قادة حكماء على مثاله، مستعدون ليضحوا بكل شيء، حتى بحياتهم، من أجل لبنان الوطن ومن أجل شعبه المعذّب لأن الأوطان لا تقوم إلا بتضحيات النبلاء من أبنائها.

وقدّاسنا اليوم ليس إلا مناسبة لعيش الرجاء المسيحي، كما لتجديد الوفاء لدماء الرئيس الشهيد ورفاقه، لأن العودة الى نهجه السياسيّ قد تسهم بنهوض لبنان الوطن والدولة، وهذا ما يقوم به وبكل جدارة نجله ميشال في عمله السياسيّ ومواقفه الوطنيّة. رحمه الله، ورحم رفاقه الشهداء في الملكوت السماوي، وعزّى قلوب عائلته وكل الذين تألموا لفقدانه.

وفي هذا القدّاس الاحتفالي الأوّل بعد عودتي من لبنان حيث ذهبت مؤخراً للمشاركة في أعمال سينودوس كنيستنا المارونيّة السنويّ، أريد أن أقول وفي نفسي حزن، وفي قلبي وجع كبير، لما يعاني منه شعب لبنان من فقر وتهميش وإهمال، أريد أن أقول وبالصوت الملآن ومع غبطة أبينا البطريرك: “كفى تعطيلاً لتشكيل الحكومة وتجاهلاً لمعاناة اللبنانيين وأوجاعهم، كفى إمعاناً في قهرهم وسلب حقوقهم وتخضيعهم من قبل قوى الأمر الواقع، كفى فساداً وتغطية للفاسدين الذين نهبوا الدولة والمال العام…” ولننظر بايمان ورجاء الى السماء ونقول معاً: “رحماك يا ربّ بهذا الشعب وبهذا الوطن.”