IMLebanon

موفد فرنسي زار طهران لفك أسر حكومة لبنان… والنتيجة صفر

تنزلق العلاقات الأوروبية – الإيرانية في شكل سريع نحو تدهور دراماتيكي يكاد يلامس مستوى العلاقات الأميركية – الإيرانية، بعدما حافظت حتى الأمس القريب على شعرة معاوية المقطوعة أميركيا. خط الاتصال الأوروبي مع طهران الذي أبقى على الحد الادنى من التواصل بين الجمهورية الاسلامية والعالم، في ظل اشتداد الخناق عليها الى الحد الاقصى وفرض عقوبات ترهق الدولة ماليا واقتصاديا واجتماعيا، يشارف على الانقطاع قبيل تسلم الرئيس المنتخب جو بايدن مفاتيح البيت الابيض من الحالي دونالد ترامب الذي يسعى بكل وسيلة متاحة الى الاطباق على النظام الايراني قبل مغادرته.

من الانضمام الى المنظومة العقابية على طهران، تقترب اوروبا عموما والمانيا وفرنسا وبريطانيا خصوصا، رافعة مستوى التحذيرات وجديدها اليوم بيان صدر عن الدول الثلاث يعتبر ان “إعلان طهران عزمها رفع التخصيب في نطنز مقلق ومخالف للاتفاق وانه يتعين عليها عدم تنفيذ هذه الخطوات إذا كانت جادة بشأن الحفاظ على مساحة للدبلوماسية”. فهل تقف اوروبا في المقلب المناوئ وتصبح ايران مُعاقَبة ومعزولة عن العالم الاوروبي، بما يعني هذا العقاب، بعد اطباق الخناق عليها اميركيا؟

لا تستبعد اوساط دبلوماسية غربية، عبر “المركزية”، بلوغ هذه النقطة خلال الشهرين المقبلين فيما لو لم يتدارك النظام الايراني خطورة المرحلة الفاصلة عن تسلم بايدن مقاليد الحكم الاميركي، خصوصا ان ممارسات طهران لا تشي باعتماد الليونة على رغم قساوة المشهد الاجتماعي والواقع الاقتصادي الذي تعانيه بفعل العقوبات الاميركية عليها. ذلك ان مقاربتها للملفات، ان تلك المتصلة بالملف النووي او بقضايا وأزمات المنطقة المفترض ان تعالجها بعقلانية وترو، او على الاقل بعدم التصعيد، لا تصب في هذه الخانة، رهانا منها على نتائج الانتخابات الاميركية التي اطاحت ترامب، ولو ان السياسة الاميركية لا تتغير مع تبدّل الاشخاص، الا ان المسار الديمقراطي الاميركي لا بد الا ان يتسم بليونة معينة ستكون على الارجح اقل قساوة من تلك التي انتهجتها ادارة الرئيس الحالي.

وتكشف الاوساط في الشق اللبناني من السياسة الايرانية المتشددة في المنطقة وعدم رغبتها بالتخلي عن اي من اوراقها القوية، ان مسؤولا فرنسيا زار اخيرا طهران في مسعى لحملها على التدخل مع حزب الله لتفعيل المبادرة الفرنسية وآلياتها، اي حكومة المهمة من اجل تخفيف الشروط وتاليا الافراج عن حكومة الرئيس المكلف سعد الحريري، الا انه سمع الكلام نفسه الذي تردده عن انها لا تتدخل في الملف اللبناني ولا تضغط على حلفائها لاسيما حزب الله لتشكيل الحكومة لأنه ادرى منها بشؤون لبنان الداخلية. وترى الاوساط في الموقف الايراني عدم موافقة على المبادرة الفرنسية، الامر الذي انعكس جليا في مواقف حزب الله من خلال التحذير العلني والمبطن في آن من عودة الوصاية الفرنسية على لبنان وفي دفع الحزب نحو تجويف المبادرة وتفريغها من محتواها وعرقلة تنفيذ اول بنودها من خلال فرض مطالب في التشكيل والاصرار على توزير شيعي في وزارة المال، ثم وبعدما تنازل الحريري لهذا المطلب وتجرع كأس السم، عمد الحزب الى الانتقال الى موقع دعم مواقف حليفه التيار الوطني الحر بتطبيق مبدأ وحدة المعايير في التشكيل، وهو يدرك سلفا ان مطلبه “الشيعي” يقود الى شرط “وحدة المعايير”، بما يعرقل التشكيل، عدا عن اعلانه رفض بنود كثيرة في اطار التفاوض مع صندوق النقد الدولي.

ان طهران، تختم الاوساط، ليست في وارد تقديم اي تنازل في الايام الفاصلة عن موعد مغادرة ترامب البيت الابيض، ومن هذه النقطة بالذات تتعزز فرضيات العمل العسكري ضدها والتلويح بإقدام الادارة الترامبية على لعب آخر اوراقها في حربها المفتوحة ضد ايران، فهل تفعلها؟