IMLebanon

الانهيار يصل إلى بابا نويل… لا هدايا ولا حلويات!

تقرير ميليسا ج. افرام:

هل يتذكر اللبنانيون آخر مناسبة فرحوا فيها؟ آخر ضحكة مع الاصحاب والأحباب؟ آخر مفاجأة؟ آخر هدية حصلوا عليها؟ نحو عام مضى على آخر عيد احتفل به اللبنانيون من دون هموم وصحية، وكانت يومها الأزمة الاقتصادية في بداياتها.

“فترة وبتمرق” عبارة لم تعد تخفف على اللبنانيين معاناتهم وما عادت تعطيهم القوة للصمود بوجه كل هذه المعاناة، فبات الخوف من الغد أكبر من أي وقت مضى والاتكال على النفس وعلى أساليب الصمود حاجة ملحّة عند الجميع.

كلنا في الانهيار معا، ويد العون بات من الصعب مدها من قبل المواطنين ومن المغتربين، فكورونا لم يرحم أحدا، والجمود الاقتصادي جراء الاقفال التام في دول العالم قلص قدرات المغتربين على ارسال اموال اضافية الى أهلهم لمساندتهم في الأزمة الاقتصادية العنيفة التي تعصف بنا.

أيام تفصلنا عن عيد الميلاد، عيد الصغار المتشوقين لرؤية “بابا نويل” مع هداياه. وفي جولة لـ”بابا نويل المفلس” على محلات الألعاب، يبدو أنّ ألعاب “المونوبولي” وسباق السيارات الصغيرة ستعود الى الواجهة من جديد وبأسعار مرتفعة، أي أن اللعبة التي كانت تساوي نحو 10000 ليرة تخطى سعرها الـ35000 ليرة. سيودع أطفالنا اذا الألعاب المبرمجة ليعود بهم الزمن الى أكثر من 15 سنة الى الوراء من ناحية التطور التكنولوجي.

ولأن هدايا العيد دون توقعات الأطفال هذا العام، فالعقوبات ستقع على “بابا نويل”، لا حلويات للعجوز الممتلئ الى جانب شجرة العيد، فكيلو الشوكولا هذا العيد تخطى الـ150000 ليرة اثر الارتفاع الجنوني لسعر صرف الدولار.

“البيجاما” هي “موضة” هذا العام، فبالاضافة الى الوضع الاقتصادي المتردي أتى فيروس كورونا لانقاذ ما تبقى من محفظة الأهالي، فاستدرك عدد من محلات الملابس الأمر وامتنعوا عن عرض الملابس الشتوية الجديدة لتخفيف خسارتهم لهذا العام.

2020 هي من أصعب السنوات التي مرّت على اللبنانيين و”التدهور لقدام” بظل الامتناع عن تشكيل حكومة جديدة قادرة على القيام بالاصلاحات المطلوبة للنهوض بلبنان جديد يليق بشعب “عظيم”… فهل تكون الـ2021 أسوأ أم ترحمهم قليلاً؟