IMLebanon

سيادة À La Carte

كتب عماد موسى في صحيفة “نداء الوطن”:

 

بدا موقف رئيس الجمهورية العماد عون خجولاً في رده على قائد القوات الجوية في الحرس الثوري الإيراني، أمير علي حاجي زادة، فغرّد عبر تويتر” لا شريك للّبنانيين في حفظ استقلال وطنهم وسيادته على حدوده وأرضه وحرية قراره”.

موقف مبدئي عام وفيه ظهر الرئيس الأول بين من يريد تسجيل موقف وبين ما “بدّو يزعّل” السيد حسن نصرالله، أما الرئيسان الثاني والثالث وأركان الحكم المرئيون وغير المرئيين فلم يجد أي منهم موجباً للرد وكأنهم يقرّون ضمناً بما قاله وزير الاستخبارات الإيراني السابق حيدر مصلحي في العام 2015 “إن إيران تسيطر على أربع عواصم عربية ” وبيروت من ولايات ولي الفقيه.

حل زادة ضيفاً عزيزاً على “المنار” وثقيلاً على معظم اللبنانيين وبشّرنا كمشاهدين بأن “كل ما تمتلكه غزة ولبنان من قدرات صاروخية، تم بدعم إيران، وهما الخط الأمامي لمواجهة إسرائيل”. ممنونين شواربك يا آدمي. وغزة بالنسبة إلى الآدمي زادة تعني حماس ولبنان يعني “حزبُ الله”. ومن درر زادة “هناك تقاطع للنيران في سماء إسرائيل، بين سوريا، ولبنان، وفلسطين” وهذه تستحق بحثاً عسكرياً معمقاً من الفيلد مارشال أمين حطيط لشرح نظرية تقاطع النيران الثلاثية، وفي نقطة تقاطع معينة فوق فلسطين المحتلة تزلزل السماء فوق رؤوس الصهاينة وتزلزل الأرض تحت أقدامهم محدثة تفسّخاً في معنويات العدو الواقف منذ 15 سنة على إجر ونص بانتظار صدور الأمر النهائي بإزالته. والأمر لن يستغرق أكثر من سبع دقائق ونصف بحسب ما أعلن مسؤول عسكري إيراني أما بحسابات العميد حطيط فست دقائق إلى 6 دقائق و33 ثانية كافية إذا كان التناغم العسكري بين منظومات سورية وإيران و”حزب الله” في أعلى درجاته.

في بلد يحترم نفسه، يستدعي وزير الخارجية والمغتربين شربل وهبه سفير الجمهورية الإسلامية في بيروت محمد جلال فيروزنيا على عجل ويبلّغه استياء لبنان واللبنانيين من التصريحات الإيرانية المستفزة ويؤكد له أن مواصلة إيران تزويد “حزب الله “بصواريخ بعيدة ومتوسطة وقصيرة المدى أو حتى ببنادق “فاتح” هو انتهاك فاضح للقرار 1701 والقرارات الدولية ذات الصلة.

أين أركان “التيار” القائم على ثلاثية “حرية، سيادة، استقلال” لا يستنكرون هذه “الوقاحة” المتمادية؟ كأنما السيادة À La Carte تكون.

أين “حماة الديار”؟ أين “الثوّار”؟

أين المتشدّقون والمتغرغرون و”المتشردقون” بالسيادة صبحاً ومساءً؟

أين أكثرية نواب الأمة؟

أين مدام زينة عكر الماسكة مقاليد الدفاع الوطني والجبهوي؟

إين القادة العسكريون، من مواجهة عسكرية يقررها ويخطط لها الحرس الثوري الإيراني، وينفّذها حلفاؤه في المنطقة العربية؟

أين السياديون من “الاحتلال” الجديد/القديم؟