IMLebanon

هل اقتنع الأسد بخريطة الطريق الدولية مقابل “فك العزلة”؟

في تطور لافت ومثقل بالرسائل الاقليمية والدولية، أفيد ان قاعدة حميميم الروسية في اللاذقية، استضافت الشهر الماضي اجتماعاً بين مسؤولين سوريين وإسرائيليين برعاية روسية، تضمّن بحث عدد من النقاط، بينها مطالبة تل أبيب “بإخراج ميليشيات طهران من سوريا”. وأفاد موقع “مركز جسور للدراسات” السوري أن الاجتماع ضمّ من الجانب السوري مدير مكتب الأمن الوطني اللواء علي مملوك، والمستشار الأمني في القصر بسام حسن، ومن الجانب الإسرائيلي غادي إيزنكوت من الأركان، في حضور قائد القوات الروسية في سوريا ألكسندر تشايكوف. وقال المركز إن الوفد السوري طلب “تسهيل العودة إلى الجامعة العربية والحصول على مساعدات مالية لسداد الديون الإيرانية ووقف العقوبات الغربية لفتح المجال (أمام دمشق) لإخراج إيران”، لافتاً إلى أن المطالب الإسرائيلية شملت “إخراج إيران و”حزب الله” وميليشيات طهران في شكل كامل وتشكيل حكومة تضم المعارضة وإعادة هيكلة الأمن والمؤسسة العسكرية”. وتابع: “لم ينتهِ الاجتماع باتفاقات محددة، لكنه يُشكل بداية مسار تدفع روسيا باتجاهه، ويتوقع أن يشهد توسعاً كبيراً في عام 2021”.

الجدير ذكره، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”، هو ان أي تعليق رسمي من دمشق أو تل أبيب على هذه المعلومات، لا نفيا ولا تأكيدا، لم يصدر بعد، ما يعطيها مشروعية ونوعا من الصدقية. على اي حال، فإن المستجدات التي تسجل منذ أسابيع لا بل أشهر على الصعيد الاسرائيلي – السوري خصوصا، والاقليمي عموما، تؤكد ان ثمة توجّها لدى النظام السوري للبحث عن صيغة ما تتيح له العودة الى الحضن العربي، والى الساحة الدولية كلها، بعد ان يُفكّ الحصار المفروض عليه من قبل دول العالم بأسره.

وبحسب المصادر، فإن الاسد يبدو جاهزا لتنازلات ولمساومات، تصل الى حد “بيع” مَن ساعدوه على الصمود، في مقابل اعادة المشروعية الدولية الى نظامه المعزول. واللافت للانتباه هنا، هو ان إخراج ايران من سوريا، وإبعاد الساحة السورية من تحت سيطرة الحرس الثوري الذي حوّلها مخزنا لسلاحه والصواريخ، على مرمى حجر من الكيان العبري، يحظى ليس فقط بتأييد أميركي – عبري، بل بدعم روسي ايضا، بدليل رعاية موسكو الاجتماع المذكور من جهة، وعدم تحريكها اي “ساكن” عسكريا او دبلوماسيا، تجاه الغارات الاسرائيلية المتوالية فصولا، وبوتيرة مرتفعة، ضد اهداف ايرانية في سوريا، وقد شنّت إسرائيل الثلثاء الماضي بدعم أميركي غارات هي الأعنف على مواقع إيرانية وسورية، شمال شرقي سوريا… ويضاف الى هذه الضغوط كلّها، الحديث عن كون تطويق نفوذ ايران في المنطقة كلّها، وفي سوريا واليمن في شكل خاص، أحد أبرز الشروط التي تطرحها السعودية، للانضمام الى القطار “الاميركي” لتطبيع العلاقات بين الدول العربية والكيان العبري.

الاسد اذا محشور، وأدرك ان ثمة إجماعا دوليا، عابرا لكل الصراعات والخلافات الاستراتيجية، على منع ايران من تثبيت ارجلها في سوريا. وبالتالي، اذا أراد “التنفّس” اقتصاديا وسياسيا، وقد بات نظامه وشعبه، بحاجة كبيرة الى “الاوكسيجين”، لا بد له من السير بخريطة الطريق التي رسمها له الخارج، حلفاء وخصوما، واولى محطاتها، إخراج ايران من بلاده… ويبدو بحسب الاجتماع العتيد، أنه اقتنع بهذا المسار، تختم المصادر.