IMLebanon

حوادث طرابلس مؤشر تغيير للواقع؟

لبنان الذي يعاني من الازمات السياسية  والمالية التي طالت مفاصل الدولة كافة والغالبية الساحقة من اللبنانيين، والصحية حيث بات وباء كورونا يتهدد حياة معظم المواطنين والمقيمين، لم يكن يعوزه وسط هذه الكارثة سوى الحدث الامني الذي طرق بابه من بوابة عاصمة الشمال مع ما رافقه من تراشق اعلامي بين المسؤولين حول المؤسسات العسكرية وتشكيك في دورها وادائها ما دفع رئيس المجلس النيابي نبيه بري الى التحذير من معالم مستقبلية ترتسم مما شهدته مدينة طرابلس من احراق وتدمير للمؤسسات العامة وادارات الدولة .

وفي هذا السياق يعزو المراقبون للتطورات الازمات التي يشهدها لبنان والعديد من دول المنطقة الى قيام شرق أوسط جديد كانت أشارت اليه وزيرة الخارجية الاميركية السابقة كونداليزا رايس ، معالمه لاتزال غير مرتسمة بعد وتؤشر اليه حال العديد من الانظمة القائمة في الدول التي تعيش الاضطرابات وعدم الاستقرار بدءا من ليبيا والعراق وصولا الى سوريا فلبنان حيث ترتفع فيها الاصوات المطالبة بالحكم الذاتي والانفصال .

يبقى السؤال وفي ضوء تطبيع العلاقات الذي يجري بين الدول الخليجية واسرائيل التي لطالما سعت الى تقسيم دول المنطقة الى كيانات طائفية ومذهية متنافرة ومتقاتلة هل سقط اتفاق “سايكس بيكو” الذي رسم حدود دول المنطقة وهل بتنا في زمن قيام تلك الكيانات وجغرافيات جديدة .

يقول المراقبون أن خيار اللامركزية الادارية  الموسعة يبدو انه الجامع أو القاسم المشترك لانظمة هذه الدول وشعوبها  . وأنه ليس في لبنان ما يحول دون ذلك سيما وان اتفاق الطائف الذي قامت على اساسه الجمهورية الثانية قد لحظ ذلك مع الدعوة الى تقسيم المحافظات وتحويلها الى دوائر واجراء الانتخابات على أساسها .

وقال عضو كتلة المسقبل النيابية ونائب طرابلس سمير الجسر لـ “المركزية”: “لا شك أن هناك حرمانا مزمنا للمدينة، وثمة من استغل طيبة الطرابلسيين، لكن اللامركزية لا تحل المشكلة ان لم تستند الى النموذج السويسري القائم على دعم الدولة والكيانات الغنية للفقيرة .”

وأضاف: طرابلس عانت من نتيجة سوء توزيع للمال العام، حيث جرى انماء العديد من المناطق على حسابها وغالبا ما كان يجري تحويل الاموال  والمشاريع الانمائية الملحوظة لها في الموازنات وعلى مر الاعوام الى مناطق اخرى. لبنان اكثر ما يحتاج الى العدالة والمساواة وتطبيق القوانين لا القفز فوقها كما الحال اليوم. لا شك في أن هناك سوء توزيع للثروات من شأنه ان يزيد الاغنياء غنى والفقراء فقرا وهذا هو حال طرابلس.