IMLebanon

الحريري وصلته الرسالة: هل يملك خطة عمل بديلة؟

تزداد الاجواء على الضفة الحكومية تلبدا، بفعل تردي العلاقة اكثر فأكثر بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري ، من دون ان ننسى المعطيات الاقليمية التي لا تبدو مناسبة لسفن التشكيل بل تذهب رياحها بما لا تشتهى أشرعتها!

بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، الاتصالات الدبلوماسية التي تحرّكت عجلتها الاسبوع الماضي في وتيرة غير مسبوقة، لم تتمكن من كسر جدار التصلب الداخلي السميك، كما ان مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري التي كثر الحديث عنها في نهاية الاسبوع، تبدو ولدت ميتة، او في افضل الاحوال، فإنها توشك على لفظ انفاسها الاخيرة. وما يدل الى هذا التعثر، هو الكلام عالي السقف الذي اطلقه بري اليوم من الاونيسكو، محذرا من ان “البلد كله في خطر اذا لم تتألف حكومة، وسنغرق كسفينة التايتانيك بالكل من دون استثناء”.

بالعودة الى علاقة بعبدا – بيت الوسط، فإن الكلام الذي قاله اليوم رئيس الجمهورية عبر الصحف، لناحية “قصفه” الرئيسَ المكلف، مشيرا الى ان الاخير “يحاول إحراجي لإخراجي”، ومعتبرا انه – اي الحريري- انقلب على كل قواعد التأليف الدستورية المعهودة، سائلا عن السبب السري وراء تمسّكه بتركيبة من 18 وزيرا، بينما الفريق الرئاسي لا يريد مطلقا الثلث المعطّل… هذا الكلام صبّ الزيت على النار، ووتّر اكثر المناخات بين الطرفين، وقد استدعى ردا من الحريري، مقتضبا لكن مثقلا بالمعاني “السلبية” التي لا توحي بانفراج قريب بل بـ”انفجار”، حيث قال عبر تويتر “وصلت الرسالة… لا داعي للرد. نسأل الله الرأفة باللبنانيين”.

الرسالة التي تحدّث عنها الحريري مفادُها على الارجح انه بات على علم بأن بعبدا وميرنا الشالوحي (التي اتهمته السبت بالعمل على الاستحصال على النصف+1 في الحكومة لمنع الاصلاحات) لا تريدانه رئيسا للحكومة، وستواصلان مساعيهما للتخلّص منه… فهل سيبقى هو يتفرّج على اللبنانيين يتخبّطون، أم يملك خطّة عمل بديلة؟!

هذا في الداخل. اما في المنطقة، فالايرانيون غير متحمّسين للمبادرة الفرنسية، وهذا ما اكده كلام رئيس مجلس الشورى الإيراني حسين أمیرعبد اللهیان الجمعة الماضي، ما يعني ان العقبة الايرانية موجودة وبقوة وتقف امام عربات التشكيل. والموقفُ الرئاسي الذي لم يتغير من كيفية التشكيل ودور بعبدا فيه، فيتولّى في الواقع، مهمة عرقلة الحكومة، نيابة عن الايرانيين، من حيث يدري القصرُ، او لا يدري! وفي هذا السياق، صبّ موقف الرئيس عون اليوم حيث جدد خلال استقباله وفدا من الاتحاد العمالي العام تمسّكه بضرورة “احترام معايير تأليف الحكومة عبر المحافظة على توزيع التوازن وتمكين أصحاب الصلاحيات من ممارسة صلاحياتهم”.

اللبنانيون اذا، وفق تغريدة الحريري، ما عادت امامهم سوى العناية الالهية لاخراجهم من المأساة المعيشية والاقتصادية والصحية التي يتخبّطون فيها منذ أشهر. وبحسب المصادر، فإن اي موقف يمكن ان يصدر عن عواصم القرار الخارجي في شأن لبنان، وخاصة من الاجتماع الاوروبي – الاميركي الذي يعقد عبر زوم وقد يتطرق الى الازمة اللبنانية، لن يكون بعد اليوم كافيا لفتح ثغرة في الحائط المسدود، والمطلوب لكسر المراوحة السلبية اجراءات تنفيذية من العيار “النوعي”، الذي “يفرض” حلا، ولا يكتفي بكلام تحذيري او بعقوبات على هذا وذاك.