IMLebanon

بري مصمّم على إحداث خرق… هل ينجح؟

رأت مصادر قريبة من مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري، «انّ الأمور ليست مقفلة بشكل نهائي، حيث اننا ما زلنا ضمن مهلة الاسبوعين، والاتصالات لم تنقطع لا مع الرئيس المكلف ولا في اتجاه رئيس الجمهورية وفريقه السياسي، والرئيس بري مصمّم اكثر من اي وقت مضى على إحداث خرق ايجابي في الجدار الحكومي خلال هذه المهلة. وهو في هذا السبيل مَدّ يده في اتجاه الاطراف المعنيين بتشكيل الحكومة، لكن العبرة هي في تلقُّفِ يده، إذ انّ اليد الواحدة لا تستطيع ان تصفّق وحدها، بل ان التصفيق يحتاج الى يدين اثنتين. وهذا ما يؤكد عليه رئيس المجلس امام الجميع.

وتلفت المصادر الى انّ اتجاهات رياح المبادرة ستتوضح أكثر مع عودة الرئيس المكلّف سعد الحريري الى بيروت، حيث سبق ان وجّهت اليه في الايام الاخيرة دعوات متتالية من اصحاب المبادرة للعودة من الخارج، والمبادرة الى التواصل المباشر بينه وبين رئيس الجمهورية، وساعتئذ يتبيّن الخيط الابيض من الخيط الاسود، وتتوضح نوايا الجميع وفي مقدمتهم الرئيسان عون والحريري، في ما اذا كانت للتسهيل او للاستمرار في التعطيل.

واكدت مصادر موثوقة لـ«الجمهورية» أنّ رئيس المجلس استمر في حركة اتصالات غير معلنة في الاتجاهات ذاتها، ويغلب عليها طابع الالحاح على الاستفادة من الظرف المؤاتي الآن لتمرير الحكومة تجنّباً للمفاعيل البالغة السلبية التي يمكن أن تتأتى عن التأخير والاثمان الباهظة التي يمكن ان يدفعها لبنان واللبنانيون جرّاء ذلك، مع دفع واضح من قبل رئيس المجلس في اتجاه تقريب موعد عودة الحريري اليوم قبل الغد.

وألقى بري مبادرته على الحلبة، وجوهرها رسم خطوطه العريضة في خطاب التحرير، وأعطاها صفة العجلة لعلّها تحرّك مياه التأليف الراكدة. ولتحقيق هذه الغاية شَرع في اتصالات في كل الاتجاهات، على أمل أن يبادر شريكا التأليف الى أن يمسك كل منهما طرفاً من خيط الحل.

لكن النتيجة الأولية لهذه الاتصالات بيّنت ان صفة الاستعجال تنطبق فقط على صاحب المبادرة، وخطوط التواصل التي اشتغلت بأقصى طاقتها خلال الايام الاخيرة تراوح في المربّع الأول، حيث انها لم تحمل أي اشارة تُدنّي مستوى التشاؤم، أو تعزّز فرضية التفاؤل بانفراج قريب ما خلا كلام يسرّب من اوساط الشركاء في التأليف، يعكس نيات ايجابية في مقاربة مبادرة بري تحتاج الى ترجمة فعلية.

الصورة ملبّدة حتى الآن، ويتبدى ذلك في ما هو سائد على الضفة المقابلة للمبادرة، حيث انّ الاجواء السائدة في هذا الجانب تعبق بدخان رمادي مائل الى السواد، وهو أمر فرضَ حذراً واضحاً لدى رئيس المجلس وخشية كبرى من أن تفوت الفرصة الأخيرة التي تتيحها مبادرته، ويفلت تشكيل الحكومة من أيدي الجميع من جديد.