IMLebanon

بمَ تنفع ممارسة الرياضة؟

كتب أنطوان الشرتوني في “الجمهورية”:

لا أحد يمكن أن يُنكر أهمية الرياضة في حياة الإنسان مهما كان عمره. وقد اهتمّ العلم كثيراً بهذا النشاط الجسدي الذي يحثّ الإنسان على تحريك عضلاته لكي تنمو ولتقوية عظامه. ففوائد الرياضة لا يمكن أن تعد وتحصى، في كل مراحل الإنسان العمرية. إذ انّ ممارستها تبدأ منذ الطفولة المبكرة عند الطفل وتستمر حتى آخر عمره. وتختلف التمارين وأنواع الرياضة باختلاف القدرة البدنية والنمو العضلي والجسدي عند الإنسان. فلا يمكن أن نطلب من طفل لم يتخط الـ6 سنوات أن يبدأ بممارسة رفع الأثقال قبل ان يكون جسمه مهيئاً لهذا النشاط. فبمَ تنفع الرياضة؟ وهل هناك منافع نفسية أيضاً؟ وفي حال وجودها، ما هي؟

تساعد الرياضة، ليس فقط الراشد على تنشيط حركة جسده وحرق السعرات الحرارية، بل أيضاً الطفل الصغير أو المراهق الذي يمارسها بانتظام، كما المسنّ الذي يمارس الحركات الجسدية البسيطة والخفيفة. ومن المعروف أنّ الرياضة تُبعد شبح الاكتئاب والقلق والاضطرابات النفسية لجميع الفئات العمرية. فمنذ الأشهر الأولى، يبدأ الطفل بحراك يديه ورجليه، الذي يزداد مع مرور الوقت، حيث يبدأ بالتدحرج بمفرده والدبدبة. وخلال تلك المرحلة، يتطور النظام العضلي عنده. وطبعاً للأهل دور بارز في مساعدة الطفل لتطوير مهاراته العضلية من خلال تشجيعه على المشي لبناء عضلات جسمه. ومنذ ذلك حتى الكهولة، يجب أن يمرّن الإنسان جسمه وعضلاته.

الرياضة والنمو

عندما يخلق الطفل، وصولاً للأشهر الأولى من عمره، تكون عضلاته غير قادرة على الحركة لأنها لم تكتمل، ولكن عندما يصبح عنقه ثابتاً وقوياً (الشهر الخامس) تكون عضلاته تنمو فتساعده في يومياته. لذا منذ اليوم الأول على ولادته، لا ينفكّ الطفل عن النمو خاصة عضلاته، لكنّ ثبات النظام العضلي يختلف ما بين الأطفال، فبعضهم يكون بوتيرة سريعة والبعض الآخر بشكل أسرع، ما سيساعده في حياته اليومية حتى يصبح حراً ومستقلاً عن والديه في الحراك. ولكن لماذا يعاني بعض الأشخاص مشاكل على صعيد الحركة والتعب الشديد وضعف عام في النظام العضلي…؟ هناك أسباب كثيرة، منها:

الإستلقاء لفترات طويلة في الفراش أو عدم الحراك، إلا عند الحاجة الملحة، يمكن أن تكون أسباباً مباشرة لهذا الضعف العضلي.

الخوف من التحرك (خاصة عند بعض الأطفال الصغار) يمكن أن يدفعه الى أن يبقى في زاويته وعدم الحراك إلا بشكل إضطراري.

إستعمال الخلوي لوقت طويل أو مشاهدة التلفاز بشكل مكثف من دون تحريك الجسم. لذا، يمكن استبدال هذا التصرف المؤذي بآخر وهو القيام ببعض الحركات الجسدية خلال مشاهدة التلفاز مما يساعد في تحريك الجسم وتقوية العضلات، حتى لو كان ذلك بشكل بسيط. لذا يجب تشجيع جميع أفراد العائلة، خاصة المسنّين منهم، لتحريك العضلات حتى لو في وضعية الجلوس.

ممارسة الرياضة والنفسية

فوائد الرياضة للجسد لا يمكن أن تحصى، ومنها حماية العظام وزيادة قوتها والنمو المناسب للعضلات… أما على الصعيد النفسي، فالرياضة هي واحدة من التقنيات التي تساعد في التفريغ. لذا إنّ تشجيع الأهل لأطفالهم، خاصة المراهقين منهم، وتحفيزهم لممارسة الرياضة يقوّيان الثقة بالنفس كما يساعدان على الإنفتاح الإجتماعي. وهناك بعض القواعد التي يمكن استعمالها لممارسة الرياضة كل يوم ومن دون ملل:

إحترام وقت محدد لممارسة الرياضة بدون تغيير هذا الموعد مهما كلّف الأمر. يجب احترام موعد الرياضة كاحترام موعد تناول الطعام.

عدم إرهاق الجسد بل الاستراحة من وقتٍ لآخر لكي نتشجع في اليوم التالي لممارسة الرياضة أيضاً.

ممارسة الرياضة من خلال التنوّع في الحركات الرياضية التي تفيد الجسم والعضلات، والابتعاد قدر الإمكان عن الحركات المتكررة التي تدفع الشخص إلى التوقف عن ممارسة الرياضة.

يمكن أن تكون الموسيقى حافزاً مميزاً لبدء وإنهاء جميع التمارين الرياضية أو ممارسة رياضة المشي أو الركض.

ممارسة الرياضة مع العائلة: الزوجة، الأولاد… أو حتى الأصدقاء.

ممارسة الرياضة بشكل مفرح ونشيط وعدم الشعور بأن الإنسان ملزم في ذلك.

التمارين ما بين الأهل والطفل

يتعلم الطفل الكثير من الأمور من أهله، ومن أكثر الأمور إثارةً الحركة. ولا يستطيع الطفل الصغير تعلّمها إلا من خلال تقليد أهله للمهارات الحركية، خاصة في المرحلة العمرية ما بين الشهر والسنة والنصف. ويتداخل في هذا العمل الدماغ والجهاز العصبي والجهاز العضلي لمساعدة الطفل في مهامه. وهناك بعض التمارين البسيطة التي يمكن أن تقوم بها الأم أو يقوم بها الأب لتنمية الحركات العضلية الحركية النفسية عند الطفل، أهمها:

التدحرج والوثوب، حركتان أساسيتان لجلوس الطفل المستقيم ولتوازنه الجسدي. إلتقاط الأشياء الصغيرة، كالإمساك بالملعقة والرسم وإصدار الكلمات… تنمية العضلات الصغيرة عند الطفل وتحفيز المهارات النفسية-الحركية الصغيرة.

اللعب مع الإخوة والأخوات يحفّز استعمال عضلات اليدين والرجلين والمعصمين والشفتين واللسان. تشجيع الأهل حراك طفلهم من خلال مسك الأشياء واكتشافها كما استخدام الألعاب بأحجام مختلفة وأشكال مغايرة.

إستعمال الألعاب بمختلف أنواعها: الطرية والصلبة والخشنة والناعمة… كما يمكن استبدال تلك الألعاب بأدوات من البيت، كأواني المطبخ… ولكن يجب الإنتباه الّا تؤذي الطفل أبداً.