IMLebanon

هل قرّر “الحزب” التدخل لفرض التأليف؟

يفترض ان يزور الرئيس المكلف نجيب ميقاتي قصر بعبدا اليوم لمواصلة البحث في الملف الحكومي مع رئيس الجمهورية ميشال عون… فهل يمكن ان تبصر الحكومة النور هذا الاسبوع؟ بحسب ما تقول مصادر سياسية مطّلعة لـ”المركزية”، فإن عوامل كثيرة يجب، منطقيا، ان تشكّل دافعا نحو التأليف:

اوّلا، الاوضاع المعيشية الضاغطة التي باتت حرفيا، تقتل الناس، ليس فقط في الطوابير امام محطات المحروقات، حيث اطلاق النار والاشكالات على مدار الساعة، في ظاهرة قد تتوسع لتنتقل الى طوابير الخبز امام الافران والادوية امام الصيدليات… بل ايضا في مجازر جماعية، كما حصل امس في انفجار التليل في عكار، حيث تهافت الشعب المسكين الى احد المخازن التي صادرها الجيش اللبناني للحصول على غالون بنزين مجانا، فكان لهم الموت بالمرصاد، وقد انفجر في شكل لم يعرف بعد، هذا المستودع، متسببا بموت واصابة وحرق العشرات.

الثاني، الاتفاق الذي يتردد انه تم التوصل اليه بين عون وميقاتي على توزيع الوزارات السيادية، حيث سيبقى القديم على قدمه: المال مع الثنائي الشيعي، الداخلية مع السنة، العدل مع بعبدا.

العامل الثالث، هو القرار الدولي المبرم بأن لا مساعدات للدولة اللبنانية الا اذا شكّلت حكومة تتلاقى والمعايير الدولية للدعم، في وقت تواصل القوى الكبرى من باريس الى موسكو مرورا بواشنطن، ضغوطها للتأليف سريعا، تحت طائلة فرض عقوبات على المسؤولين السياسيين الذين يعيقون التشكيل، وقد قالت السفيرة الاميركية دوروثي شيا اليوم من بعبدا: “بحثت مع الرئيس المكلّف نجيب ميقاتي في جهود تأليف حكومة وقد بحثت الأمر عينه مع الرئيس عون والشعب يعاني والوضع على حافة الانهيار. كل يوم يمرّ من دون حكومة قادرة على تنفيذ اصلاحات ينزلق الوضع أكثر ونعلم أن الشعب لا يستطيع الانتظار ونحضّ من يواصل عرقلة الحكومة والإصلاح على وضع مصالح الأحزاب جانباً”. مضيفة: “نرحّب بالعقوبات الأوروبية وسنواصل العمل مع شركائنا، والإصلاح لا يحصل من دون حكومة”.

العامل الرابع، موقف أطلقه امس الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، دعا فيه الى تشكيل حكومة في البلاد بأي شكل وبأي ثمن، مشددا على أن لعبة الوقت قد انتهت. واعتبر أن ما حصل في عكار في بلدة التليل يفرض نفسه على الجميع. وقال: “لتشكل حادثة عكار عاملا حاسما في الضغط على المعنيين من أجل تشكيل الحكومة خلال أيام لأن البلد لا يحتمل”. وتابع: “نقول اليوم كفى. شكلوا حكومة بأي ثمن لأن ماء وجه الجميع مرتبط بتشكيل حكومة وعلى الجميع التضحية”. وأضاف أن الحكومة الجديدة يجب أن تجتمع بأسرع وقت لتتخذ القرار برفع الدعم والبطاقة التمويلية وغيرها. وتابع: “نضع أنفسنا وإمكاناتنا ومؤسساتنا في خدمة أهلنا في عكار، ونحن جاهزون لأننا أهل وهذه الآلام هي آلامنا وأحزاننا”.

فهل قرر حزب الله فعلا التدخل بقوة للجم الشروط والشروط المضادة وفرض التأليف خاصة وان بيئته ما عادت قادرة على تحمّل الازمة المعيشية؟ وهل ستفعل كل هذه العوامل فعلها وتفكّ أسر الحكومة؟ ام ان الصراع بين المعنيين بالتأليف بالمباشر او بالواسطة، والخلاف الذي انفجر قويا امس بين المستقبل والعهد، سينسف ايضا جهود التشكيل؟