IMLebanon

النائب سيزار المعلوف : عون لن يقدم لميقاتي ما رفض تقديمه للحريري

 

أكد عضو تكتل الجمهورية القوية النائب سيزار المعلوف، ان أقل ما يتمناه للرئيسين ميشال عون ونجيب ميقاتي، هو التوافق اليوم قبل الغد على تشكيل حكومة إنقاذ حقيقية، لوقف الانهيار وامتداد النار التي تحرق اللبنانيين. لكن المعلوف يرى أن الرغبة شيء، وما يدور خلف الكواليس شيء آخر، إذ ان ما يحكى عن وجود أجواء إيجابية تظلل لقاءات بعبدا، وعن احتمال ولادة حكومة خلال الأيام المقبلة، مجرد كذبة انطلقت مع تكليف الرئيس سعد الحريري، ومستمرة مع تكليف الرئيس ميقاتي، وذلك ليقين المعلوف ان الرئيس عون لن يقدم لميقاتي ما رفض تقديمه للحريري، بمعنى آخر، لا يرى المعلوف ولادة حكومة في المدى المنظور، لأن الخلافات بين عون وميقاتي حول توزيع الحقائب من جهة، وتسمية الوزراء من جهة ثانية، أكبر من ان يجتمعا على توليفة حكومية تخرج لبنان واللبنانيين من جهنم.

ولفت المعلوف في تصريح لـ «الأنباء»، إلى انه من المعيب في ظل طوابير الذل أمام محطات الوقود، وفي ظل عدم توافر الغاز والخبز والدواء والمياه، ان يأتي التدخل السياسي في عملية تشكيل الحكومة، على عينك يا شعب مقهور ومذلول ومحروق ومقتول، مطالبا بالتالي الأكثرية النيابية التي تتناتش الحقائب الوزارية، بقليل من الحياء والخجل، أقله احتراما لأرواح الناس الذين قضوا بحثا عن نقطة بنزين ورغيف خبز، معربا عن قناعته، ان بعبدا وحلفاءها والأكثرية النيابية، لا يريدون حكومة، وجل ما يرمون إليه، هو سوق البلاد إلى فوضى شاملة، ومن ثم إلى حرب أهلية حتمية تقود البلاد إما إلى تغيير النظام، وإما إلى عفو عام يشمل الجرائم المالية، علما ان الشعب اللبناني على اختلاف انتماءاته الطائفية والمذهبية، يرفض الحرب الأهلية واقتتال الإخوة.

وردا على سؤال، أكد المعلوف انه حتى وان تمكن العهد من تشكيل حكومة على مقاسه ومقاس الأكثرية النيابية الراهنة، فهي لن تستطيع تقديم أي إنجاز إنقاذي، وستكون أشبه بممرض يعالج مرضا مستعصيا بالمسكنات الخفيفة علما، ان الرئيس ميقاتي ملتزم حتى الساعة بمبادئ وتوجهات نادي رؤساء الحكومات السابقين، ولا يستطيع بالتالي ان يقدم تنازلات تفوق تنازلات الرئيس سعد الحريري، وهنا تكمن المشكلة غير القابلة للحل، خصوصا ان اي تنازل اضافي من قبل ميقاتي، سيعرضه للمساءلة من قبل دار الفتوى ومن خلفها الطائفة السنية الكريمة، واي تنازل من قبل الرئيس عون، سيعرضه للمساءلة من قبل حلفائه عموما، ومن قبل تياره وشارعه حول ما يسمى بحقوق المسيحيين خصوصا، معتبرا بالتالي ان لقاءات بعبدا مضيعة للوقت، ولا منّ وسلوى في خواتيمها، وليكن الله بعون اللبنانيين نقديا ودولاريا وبالتالي غذائيا ووقوديا ان اعتذر الرئيس ميقاتي.

وختم المعلوف مؤكدا انه في حال وصلت مشاورات بعبدا إلى طريق مسدود، واعتذر الرئيس ميقاتي، فإن الحل الوحيد الذي يجب ان يستبق الدخول في الفوضى، هو الذهاب إلى انتخابات نيابية مبكرة، تعطي الشعب اللبناني انطلاقا من كونه مصدر السلطات، حق عزل هذه السلطة الفاسدة، وتكوين سلطة جديدة قادرة على سحبه ولبنان من قعر جهنم.