IMLebanon

وزير الـ”La La Land” (بقلم ميليسا ج. إفرام)

فيما يعيش اللبنانيون أسوأ مرحلة في تاريخ لبنان اثر التدهور الاقتصادي الكبير الذي أدى الى انقطاع أدنى مقومات الحياة عنهم، يطل وزير التربية في حكومة تصريف الاعمال طارق المجذوب كل يومين ليذكرنا بقراراته “الجهنمية”.

في جهنم كل القرارات العبثية موجودة، “كل مين فاتح عا حسابو”. وزير يقرر اجراء الامتحانات الرسمية في ظل انتشار كورونا وانقطاع المحروقات خوفا على المستوى التعليمي، في حين بلغت نسبة النجاح حدها الاقصى، فصار لدينا في لبنان “نوابغ الدراسة اونلاين” والله يستر عندما ينطلق هؤلاء في سوق العمل”.

اليوم وزيرنا يعلن مواعيد انطلاق العام الدراسي ويقارن لبنان بالدول الاوروبية. لقد غفل الوزير المجذوب عن ان المشكلة الاساسية في لبنان ليست الكورونا، فالكورونا ليس سوى سبب اضافي أعطي للمدارس لاقفال أبوابها في ظل الانهيار الاقتصادي.

في مدارس لبنان لا كهرباء، لا مولدات، لا بنزين للتنقل، لا كتب للمدارس، لا دفاتر ولا أقلام.

في مدارس لبنان أساتذة يحاولون اكمال رسالتهم رغم رواتبهم الضئيلة، وتلاميذ يحاولون التعلّم عن بعد رغم رداءة شبكة الانترنت والانقطاع المستمر للتيار الكهربائي.

ارتفعت صرخة الأهالي عند تحديد الامتحانات الرسمية بسبب صعوبة الوصول الى مراكز الامتحانات، وسط قطع الطرقات لانقطاع المحطات من البنزين، فكيف لعام دراسي أن ينطلق حضوريا مع طوابير الذل التي لا تنتهي والتي حل لها حتى الساعة؟ وان تم رفع الدعم كليا عن المحروقات وتوفرت هذه المادة الضرورية كيف سيتمكن الاهالي من تأمين كلفة النقل يوميا لأولادهم؟

التعلم حق وضرورة لكننا في لبنان الجهنم ولا سويسرا الشرق، لا بنزين للتوجه الى المدارس ولا كهرباء للتعلم عن بعد. ورغم محاولات مد لبنان ببعض المساعدات الا انها لا تغطي الا جزء يسير من المشاكل التي تواجهها المدارس.

لذلك قد يكون من المفيد القيام بدراسة معمقة قبل اتخاذ أي قرار عبثي بهدف ايجاد حلول لأزماتنا قبل زيادة الضغط النفسي والمادي على التلامذة وذويهم.