IMLebanon

العلاقة بين “التيار” و”الحزب” تهتز!

جاء في “المركزية”:

هل يخرج التيار الوطني الحر من عباءة حزب الله؟ السؤال ليس بسابقة لأن التمايز بينهما بدأ يتظهّر منذ أيار 2020 فكانت المرة الأولى التي تهتز فيها العلاقة منذ توقيع تفاهم مار مخايل في شباط 2006 إذ فجرت تصريحات أكثر من قيادي بارز في التيارالعديد من التساؤلات حول طبيعة علاقة الطرفين، خصوصاً أنها تناولت أكبر مسألة من عناوين المسائل الداخلية والمتمثّلة في سلاح حزب الله واستراتيجية الدفاع، وكذلك اتهامه بالمسايرة والتغطية على ملفات الفساد في لبنان. وعلى رغم تعدّد التفسيرات والتوصيفات لهذه المواقف، لم يُنسف التحالف. وفي شباط 2021 وتحديدا في الذكرى الـ15 للتحالف مع الحزب، أقر التيار الوطني الحر برئاسة الوزير السابق جبران باسيل، بفشل تفاهمه مع حزب الله في ما يتعلق بـ”مشروع بناء الدولة”.

عتب القياديين في التيار على الحزب أن الأخير “لا يلاقيهم في منتصف الطريق” وما جرى في مجلس النواب أمس من تباينات بين مواقف التيار والحزب في مسألة تحديد موعد الإنتخابات وتصويت المغتربين يؤكد أن ثمة هوة بين الفريقين. حتى عندما انسحبت كتلة لبنان القوي وتعطلت الجلسة مع فقدان نصابها، لم يصدر أي تعليق من قبل الحليف في وقت كان رد حركة أمل، الحليف الطبيعي للحزب، عنيفا بحق التيار ولم يصدر شيء أيضا عن الحزب لا دفاعا ولا اعتراضا. فهل يكون عدم مسايرة حزب الله حليفه التيار الوطني الحر في قانون الانتخابات في جلسة الامس مجرد توزيع ادوار ام ردا على حادثة عين الرمانة؟ وهل يمكن وضع موقف حزب الله وصمته المريب تجاه حليفه الذي خرج من الجلسة وصرح رئيسه ليلا بأنه “مظلوم” في خانة التوتّر أو العتب المفتوح حتى نهاية العهد؟

العضو السابق في التيار الوطني الحر أنطوان نصرالله لم يستغرب التمايز الحاصل بين حزب الله والتيار الوطني الحر مستندا بذلك الى ثلاثة معايير لا بل استحقاقات: “أولا إن الحزب بات يفكر بمرحلة ما بعد خروج الرئيس ميشال عون من القصر، وبالتالي فإن حساباته باتت أبعد من حدود وبنود تفاهم مار مخايل. أما النقطة الثانية التي يقيم لها الحزب أكثر من حساب فهي مواقف باسيل وتصريحاته الشعبوية على أبواب الإنتخابات وقد بدأت تثير حساسية لدى الحزب وبيئته كونها تلعب على الوتر الطائفي. وأخيرا ذهاب الحزب للتحضير لمرحلة الإنتخابات الرئاسية وقد بدا ذلك واضحا في خطاب أمين عام الحزب حسن نصرالله الأخير حيث ركز على النائب السابق سليمان فرنجية في إشارة واضحة إلى نيته المبطنة بخياره في الإستحقاق الرئاسي”.

في كل مرة تهتز العلاقة يكون الرد من الحزب أشبه بالمسكنات وكأن الهدف عدم قطع حبل الوصال قبل نهاية عهد الرئيس عون وهذا ما ترجمه نصرالله في رده الأخير على مواقف التيار في شباط الماضي حيث قال: “إننا نعالج المشاكل بين حلفائنا ونعالج مشاكلنا مع الحلفاء من خلال إطفائها وإننا وحلفاءنا لسنا نسخة طبق الأصل، لكننا لا نسمح للخلاف بأن يؤدي إلى فرط التحالف”. إذا العقد لن يفرط حتى يأتي موعد الإستحقاق الرئاسي لكن من سيطفئ المشاكل التي ستترتب على التحالفات الإنتخابية؟ يقول نصرالله: “مشكلة التيار واحدة سواء تحالف مع الحزب أو تخلى عنه في عدد من الدوائر وفقا لحساباته الإنتخابية. لكن الثابت أن الحزب لن يتخلى عن التيار لأنه لا يقيم حسابا للخسارات المحدودة التي سيتكبدها”.

ويضيف: “على رغم كل المواقف الشعبوية المستجدة التي يتخذها باسيل في المدة الأخيرة إلا أن التيار بدأ يفقد كل أوراقه. من جهة هناك الكثير من المسيحيين الذين تحالف معهم في انتخابات 2018 خرجوا من عباءته ولن يكرروا التجربة، وهناك مرشحون استغلهم وبدورهم خرجوا ولن يعودوا، وأخيرا الرأسماليون الذين يفضلون الإبتعاد عن التيار بسبب عصا العقوبات الأميركية”.

مع ذلك القصة بين التيار والحزب لم تنته بعد وإذا كانت ثمة خلافات فسيمررها الحزب تماما كما فعل في مسألة توزيع الأدوار في جلسة الأمس “فقد ساير التيار في مسألة انتخاب الإغتراب 6 نواب لأنه يدرك تماما أنه لن يحظى بأصوات المغتربين على خلفية العقوبات المفروضة عليه. أما في موضوع تاريخ الإنتخابات فالحزب لن يساير حليفه على حساب حليفه الطبيعي أمل لأنه يعتبر أنها الفرصة الذهبية اليوم ليقطف ثمرة انتصاراته. وكلما تأخر الوقت خسر أوراقه”.

ويختم نصرالله مرجحا عدم إجراء الإنتخابات في حال استمرت الأوضاع على ما هي عليه اليوم، علما أن لا مصلحة لدى أي فريق سياسي أو حزبي في إجرائها إلا الثنائي الشيعي. وأي كلام عن ضغوط دولية باطل لأن المجتمع الدولي سيخضع في حال لم تحصل الإنتخابات تماما كما خضع في مسألة الحكومة”.